هل سينجح الحوثي في تحويل اليمن الزيدي إلى أقلية طائفية في اليمن الكبير..؟
المشروع الهادوي في يمن اتحادي يعيش فيه "الزيود في الحيود"..
دخل الحوثي اتفاق السويد فاقد الثقة في أيّ شيء، وسلّم نفسه ومنطقته، وقلب بلاده لمشروع دولي يدَّعي حماية الأقليات والطوائف..
سلّم الحوثي صنعاء لإيران وبريطانيا والأمم المتحدة، وهو يحاول إعاقة تسليم الحديدة لليمنيين.
سار الحوثي على نهج الشريف حسين، في صورة أسوأ وأضعف فعلاً وأكثر دعاء.. لا تصون حتى دمه.
واليوم، قد سلّم صنعاء ولكنّه يدَّعي الأماني أنه لن يسلم الحديدة، فيقول له العالم: احفظ ما قد صار إنجازاً.. واترك الحديدة سلماً وإلا ستتركها حرباً.
قالت بريطانيا مبكراً إنها مع يمن متعدِّد، لا تسيطر فيه منطقة على أخرى، ولا يستولي فيه مذهب على الحكم.. ولا تتحكَّم قبيلة على أخرى..
مشروع جيد لاستقرار طويل الأمد، ينقل الكونفدرالية الاجتماعية التي تحكم اليمن القبلي من مئات السنين وإلى اليوم، لكن هذا ليس مع الحوثي، ستحتاج صنعاء ومحيطها إلى تمثيل طبيعي، إلى قيادة اجتماعية قبلية وليس إلى دَعِيٍّ كذَّاب يعتقد أنه صاحب الولاية لأن أصله ليس يمنياً بل من قريش السعودية.
ولهذا فإن منح له حق تمثيل شمال الشمال، إنْ ترك الحديدة، سيعني دورة صراع لن تنتهي داخل المنطقة الزيدية..
خلافاً لكل أماني السلام، فإني أتمنّى أن يعاند الحوثي هذه المرّة.. في الحديدة وحدها يمكن دفن مشروعه ومشروع هادي معاً..
فاليمن هو يمن متعدِّد بلا خطوط تماس، والأقاليم التي نتفق مع أهميتها لليمن ليست أقاليم طائفية، والزيود والأشاعرة والحضارم ويافع والبهرة والمهرة... وكل ما يمكن أن يكون من تسميات لها الوجود حيث تقدر، فيافع حكمت اليمن كله، واليوم تتحمّل عبئاً كبيراً من الحديدة إلى البقع وكتاف..
الأقاليم، مساحة من المصالح وليست حدوداً للتقاطع..