أثناء زيارتنا لصعدة عام 2012 ضمن وفد التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، وكنا قد انتقلنا من مبنى إلى مبنى حتى استقر بنا الحال في رابع مبنى من المباني المخصصة لانتظار اللقاء بالسيد، جلس إلى جواري شاب في مقتبل العمر، عرفني باسمه، وكان يومذاك الاسم الذي برز على صعيد إعلام المجموعة كمتحدث بارز قبل أن تبتلع لسانه مع رفاقه عمليات تهريب النفط والمتاجرة بالمشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية والصفقات السرية وبيع المعلومات.
سألته وقد طال انتظارنا لملاقاة السيد: أين نحن الآن؟
تبسم وقال: أنا نفسي لا أعرف، ولكن قد يطل علينا السيد في أي لحظة وبدون أي مقدمات.. السيد رجل متواضع لا يأنف أن يحل في مثل هذه الأماكن العامة عندما تستدعي الضرورة.
لم أعلق كلامه، فقد اعتبرته فذلكة لا تستحق التعليق.
قلت له: أنت حديث الالتحاق بالجماعة!!
قال: لا.. نحن أصل الجماعة، ولا يوجد من تجرع القمع مثل والدي الذي نهبوا مسكنه وصادروا كتبه.
وتابع قائلاً: لا أحقر من مصادرة مساكن الناس، كان هذا من العوامل التي أوغرت قلوبنا بالحقد.. ظل والدي يحكي لنا كيف صادر "الحقراء" مسكنه وعبثوا بمحتوياته كلما أراد أن يحرضنا على عدم النسيان.
كنت أحرك رأسي بالموافقة على حقارة مصادرة المساكن الشخصية للناس.
كان يتحدث عن الحقارة ويلوكها كقطعة حلوى باللوز.
ثم جاء الوقت ليمارس هؤلاء تلك الحقارة في أبشع صورها ليعرف الناس أن من تربى على الكراهية لا يجيد غير الأفعال الحقيرة.
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)