سعيد بكران
الشمال المشرَّد والمتضرر من الحوثي مشدود نحو الجنوب!!
الضغط العسكري الحوثي للوصول للضالع، وربما يتحرك الحوثيون، أيضاً، جهة يافع في وقت متزامن يهدف لإحداث كسر معنوي ونفسي للجنوبيين ينتج عنه آثار أخرى سيجري تنميتها لاحقاً بالإعلام والسياسة.
الحوثي عدو، وتحرُّكاته يمكن فهمها.. إنما ما يلاحظة أي مراقب أنَّ هذه التحركات والضغوط الحوثية يرافقها ضغوط سياسية كبيرة تقوم بها الشرعية بدعم السعودية تصب في ذات المصب، وهو كسر الروح الجنوبية المقاومة والمؤثرة في الحرب ضد الحوثيين!
قد نفهم أن السعودية وربما الإمارات تحاولان إرضاء الشمال بالمناصب والتطمينات والأعطيات ليتحرك ضد الحوثيين في تقدير مادي للدوافع التي تدفع الناس لمقاومة الجبروت الحوثي.
دوافع الرفض والمقاومة ذاتية بالمقام الأول، ولا تخلق الضمانات والأموال والترضيات مقاومة ورفضاً، بل تخلق أرصدة في البنوك وفللاً في القاهرة وتركيا وغيرهما من البلدان.
الخطير في عمليات الترضية التي تتبناها السعودية لقيادات الشمال أنه يستخدم سياسياً وإعلامياً لكسر الجنوبيين وإذلالهم من قبل تلك القيادات الفاشلة والفاسدة، وتختفي أي نتيجة عملية للمراضاة السعودية على الواقع شمالاً، بل يستثمر الحوثي حالات الانكسار للجنوبيين التي يخلقها القادة الشماليون بفضل الرغبة السعودية لتحريك الشمال ضد الحوثي، هذا إن كان هناك رغبة أصلاً.. لأن ما تقوم به السعودية من ترضيات قد يكون عملية إلهاء لتلك القيادات الشمالية الفاسدة بالمال والأحلام بعودة سيطرتهم على الجنوب لتمكين الحوثي شمالاً وتثبيت أقدامه باستخدام الجنوب وعداً سرابياً للشمال الذي يقول قادته إنهم حرروا سيئون بدلاً عن حواضر الشمال التي تقع تحت سيطرة الحوثي.
كلما ظل الشمال المشرَّد والمتضرر من الحوثي مشدوداً نحو الجنوب تمكن الحوثي فيه.. وتوسع نحو الجنوب الذي يضعفه شمال أضاع طريقه وأضاع نفسه وهو يعيش على أحلام العام 94.
* من صفحة الكاتب علی (الفيسبوك)