من حوالي ألفي سنة كان علي عبد الله صالح هو أول مواطن يمني من أسرة فقيرة تعمل في رعي الغنم ويستطيع الوصول لمنصب رئيس الجمهورية بجهد ذاتي.
كم عدد المواطنين الذين قتلهم السفاح علي عبد الله صالح قبل توليه الرئاسة؟
العدد صفر..
لو لم يغتل الغشمي وتولى الرئاسة ل33 سنة هل كنا سنسمع اسم علي عبد الله صالح بين قتلة الحمدي؟
ما ظنش..
عفاش رغم أنه عسكري وحياته كلها محمل سلاح إلا أن سجله كان خالياً من أي دم وكانت أول جريمة يتهم فيها هي جريمة اغتيال الحمدي والتهمة مبنية على إشاعات من خصومه السياسيين الثابت قطعا أن لهم يداً في الجريمة.
رغم منصبه كقائد عسكري في بلد غير مستقر، وكل رئيس وصل لمنصبه بانقلابه على من سبقه بمن فيهم الحمدي الذي انقلب على سابقه لم نعرف أبدا أنه شارك في واحدة من تلك الانقلابات..
كل الذي عرفه له التاريخ عنه قبل توليه الرئاسة أنه كان مقربا جدا من الرئيس الحمدي لكفاءته مش لحسبه ولا لنسبه، فهو مجرد قبيلي فقير ابن قبيلي فقير يعمل في رعي الأغنام. والحمدي هو سماه تيس الضباط ولم نسمع قبلها عن أي عداء بين الاثنين..
سمعنا أن الحمدي كافر وزنديق وسكير وقحبجي إنما مش من صديقه علي عبد الله صالح، سمعناها من ألد أعداء الحمدي ومرتزقة المملكة في اليمن وأنتم أنتم عارفين من هم.. ومع هذا شخصيا لا أستطيع أن أنفي عنه التهمة.
**
كان علي عبد الله صالح في بداية توليه الرئاسة شابا مغمورا في أضعف حالاته ويسهل التخلص منه بلحظات..
من دعمه وأفشل انقلاب الناصريين وارتكب بحقهم مجازر؟؟ اسألوهم، هم أدرى.. من حمى الإذاعة وأفشل الانقلاب وارتكب المجازر.
وفي أقوى مراحل حياته كان أتباعه بالملايين يقدسونه وكان الجيش بإشارة من يده يستطيع أن يحرق كل ساحاتكم، فلديه من السلطة في يده أضعاف ما يمتلكه بشار، وساحة الستين لن تكون أصعب عليه من صعوبة رابعة الثائرة في وجه السيسي.
كم ماتوا في ثورتكم بدباباته ومدافعه وصواريخه وجيشه، كم قتل في ثورتكم؟
لا يزيد عدد من قتلوا في أشهر الثورة عمن قتلوا في الاقتتال بين الاخوين سلفي وإصلاحي في يومين..
كان يستطيع سحقكم، لكنه حقن دماء شعبه وسلم.. سلم لمن حاولوا اغتياله غدراً في الشهر الحرام في أقدس أيام الأسبوع داخل بيت الله وهو يصلي، واغتالوا في الحادثة رجلا نظيفا شريفا مدنيا سخر حياته وتعليمه لخدمة اليمن..
هل سلم جبنا وخوفا؟؟؟
لا والله، الرجل الذي نجا من الموت بأعجوبة، ثم عاد بقدميه وبوجهه المتفحم من آثار الحريق ليواجه خصومه بكل شجاعة لا يمكن أن تتهمه بالجبن..
33 سنة خاض فيها عدة معارك مع خصومه إنما خاضها برجولة وشرف وشجاعة عمرنا ما سمعنا أنه لبس لثمة حرمة وفحط مثل بعض الناس..
هذا عفاش الحميري الأصيل، تيس الضباط ما بوش عنده فحاط، ومات في أرذل العمر وبيده البندقية وخصمه الشاب مختبئ في كهف.
لحظة.. لحظة، من اغتال عبد العزيز عبد الغني وحاول اغتيال علي عبد الله صالح في جامع النهدين؟؟ هو نفسه من اغتال نفسه واغتال عبد العزيز عبد الغني واغتال الحمدي.
الإنصاف ولو كان إنصاف عدوك من شيم الرجال، وأنا أنصف الرجل لا أقل ولا أكثر..
لو بانبكي ونعمل كربلائيات كنا عملناها على عبد العزيز عبد الغني وهو يستحقها..
إنما العويل للنساء والحرمة لما تتزاعل مع زوجها ما تلاقيش فيه حسنة، وهذا طبع بعض الناس مش طبعي.
الآن علي عبد الله صالح ميت بين يدي ربه لحق أصحابه الحمدي وعبد العزيز عبد الغني وهو بيحاسبهم جميعاً.
فلتوا له وركزوا على تشويه رفقائكم في المتارس أبو العباس وصحبه ولتهتم الجزيرة بسؤال الابن العاق تميم أين ودى أبوه العاق؟!