كل ما يحدث في مشفى الثورة خلال الفترة الماضية، يذكرني بما حدث في صنعاء، عندما بدأت أخطبوطات الكهف وهي تتوغل داخل المؤسسات وتلاحق موظفي الدولة في كل أزقة المكاتب، في بداية لفرض مشروعهم العنصري والطائفي السلالي عن طريق إذلال واخضاع كل من يخالف مشروعهم، وهذا ما يقوم به اليوم الإصلاح في تعز.
في كل المشهد السابق، وخلال أسبوع، ما الشيء الذي لم يقم به الإصلاح؟!
القتل، الأغتيال، الإعدام، التصفية الجسدية، الإخفاء، كل ذلك قاموا به خلال أسبوع.. صحيح باقي جريمة اللواط بحق الأطفال ما ظهرت هذا الفترة، لكن هذا لا يعني أنهم ما فعلوها، لا سيما ونحن في شهر السنبوسه والتمر..
لي أسبوع أفكر في الكتابة عن مستشفى الثورة، غير أن عملية الجرائم التي يقوم بها الحشد الشعبي في تعز من قتل واغتيال وتصفية، تجعل الكتابة عن المشفى نوعاً من البذخ، مع أن كل الجرائم متصلة ببعضها البعض من أجل الهيمنة والسيطرة على تعز.
الفيديو الذي نشر داخل المستشفى وهم يجرجروا رئيس الهيئة الدكتور أحمد أنعم بتلك الطريقة المهينة، شيء مُهين لتعز كلها، وللجرحى أيضاً الذين يتاجرون بجراحهم، ولو للمحافظ سلطة في هذه المدينة، لكانت في سبيل الانتصار للدكتور أحمد أنعم، لكن على ما يبدو أن المحافظ نفسه سيكون غداً أمام نفس المشهد ونفس الحُجة ونفس العصابة.. وليس ببعيد.
بعد كل ما حدث من تواطؤ من قبل المحافظ كان لا بد من إخراج المشهد بموقف ولو شكلي، خصوصاً وقد قال المحافظ نفسه "سنتخذ الإجراءات" وهو ما لم يحدث، وهذه إشارة واضحة لإسكات الأصوات الرفضة للمشروع الإخواني في الاستحواذ على إدارة المستشفى، وبدأ ذلك باقتحام سكن صديقي وليد الحميري من قبل الحشد الشعبي في طريق استكمال عملية السيطرة على المستشفى والتوغل.. والذي بعده.
*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)