لو أن الربع تناول علي محسن نص ما تناول هادي، لكان أنصف نفسه وأنصف الحقيقة معه، لكن الربع تعامل مع هادي وحده كما لو أنه مهرب خمر، وصمت عن علي محسن كما لو أنه إمام جامع.. مع أن علي مُحسن هرب من صنعاء بطريقة مخزية وباسم حرم السفير، وهرب هادى بطريقة تكاد تكون مقبولة أمام المجتمع.. والجميع تركوا كل السلاح للحوثي.
من هنا البداية..
الربع، أيضاً، لم يقل إن الجيش الوهمي الذي صنعه علي محسن أعاق عودة الرئيس للبلاد.. ولم يقل إن علي محسن وصل الرياض وسكن في فنادقها، بينما عبدربه ما زال يتعرض للقصف في عدن (حينها).. لكن الأمر لا يتعلق بالنقد بقدر ما له علاقة بسياسة الإخوان القادمة.
إن ما يهم الجناح الديني للإخوان من أجل الاستمرارية، وهو توفير مصدر دخل ثابت للجناح الإعلامي، حتى وإن كانت فلوسا من حرام، لا يهم، المهم راتب، تحت أي صفة، إن شاء الله لواء ركن.
منح هذه الرتب العسكرية لمن هب ودب، دون أي اعتبار للوظيفة العامة، هي سياسة الفرقة الأولى مدرع التي وصلت رواتب جنودها زمن صالح إلى (). كل هذه المبالغ كانت من أجل تثبيت الدولة العميقة للإخوان التي كانت تحكم نصف البلاد.
يعاود علي محسن صناعة هذه الدولة بعد أن خلطت أوراقها ثورة فبراير، وأنهت وجودها مليشيا الحوثي، لكن هذه العودة تفوق سابقاتها لما لها من عوامل كبيرة ساعدت على أن تكون مأرب دويلة تقود نفسها وتغذي نفسها وتبني نفسها على حساب الغياب الكلي للدولة.
أمس قمت بتسريب كشف تضمن فيه عدداً من الإعلاميين والصحفيين التابعين للإخوان الذين منحوهم رتبة نقيب ومنهم الربع، وهذه الرتبة تمنح بحسب مكانتك، إذا أنت زنبيل هاشمي، تمنحك رتبة نقيب وما فوق واجلس في بيتك ومهمتك إعلامية، وإذا أنت زنبيل زيدي، رتبة نقيب، مع أخذ الاعتبار بالدوام في الفيس والواتس. أما القناديل شأنهم شأن قناديل تعز الذين أصبحوا (......) مرحلة وإن منحهم الرُتب..