منذ تحقيق الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 1990م، وطيلة السنوات الماضية، ظل اليمنيون يحتفلون بهذا المنجز العظيم، الذي وحد البيوت اليمنية، فصارت بيتاً واحداً من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه..!
هذا اليوم التاريخي، صنعه رجال الوطن ورفعوا العلم الواحد.. وفي مثل هذا اليوم، كان الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله، وبجانبه علي سالم البيض ورجال الدولة الوطنيون والأوفياء يرفعون العلم الموحد عالياً إيذاناً بتحقيق الوحدة اليمنية.
اليوم اليمن الوحدوي ليس بخير.. رجالات الوطن الوطنيون لم يعودوا موجودين أو أنهم مختفون وأصبح مايو اليمن عليلاً تتآكله الجراثيم من كل حدب وصوب!
يمن ال22 من مايو، أصبح مهدداً بالموت بعد تفرق أبنائه وعزوف رجاله الأوفياء عن الوقوف معه.. وأصبحت فئة من أبناء الوطن تتمترس خلف عمليات التفرقة والانفصال والدعوات المناطقية التي توسع الشُرخ الاجتماعي الموجود..!
لم يعد صوت محمد سعد عبدالله يصدح كما كان ب:
(وحدويين، ولا في مجتمعنا شاذ، ولا فينا انفصالي..
وحدويين، ولا هذا جنوبي عاد، ولا هذا شمالي..
بات يحضنا وطن.. وحدوي اسمه "اليمن"
رفرفري يا راية الوحدة.. تملي في العلالي).
فمايو اليمن لم يعد فيه وحدويون، وصارت المناطقية تطغى عليه.. وصار الشواذ يملؤون أركان الوطن ويمزقونه.. وصار الانفصاليون موجودين.. مايو اليمن أصبح قريباً للتجزئة، فذاك صار يمنياً شمالياً وآخر يمنياً جنوبياً...!
لم يعد يحضننا الوطن ولم يعد اليمن كما هو اليمن.. حتى راية الوحدة لم تعد ترفرف وتتملى في العلالي..!
خانوا مايو اليمن، كمنجز وطني، وعربي وقومي، واستغلوه لتصفية الحسابات وافتعال الأزمات، التي فاقمت الجراح وعرقلت الوحدة التي لطالما كانت صمام أمان للوطن والمواطن.
لم يعد لديهم أي استيعاب لحجم هذا المنجز المتمثل بالوحدة اليمنية وجعله الأساس والقاعدة التي يجب الانطلاق منها لأي حل سياسي يساعد المواطن واليمن على الخروج من أزمته والحرب التي وقع فيها.
رحم الله الزعيم علي عبدالله صالح الذي غرس فينا معاني الوطنية والوحدة والثورة، فكان حريصاً خلال فترة حكمه على غرس تلك المفاهيم التي من شأنها أن تُعزز أهمية الوحدة الوطنية كمنجز وطني هام وأهمية ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر لمواجهة الظلم والاستبداد..!
أخيراً.. لم يعد لدينا من 22 مايو غير الماضي الجميل وشعارات نتذكرها من أيام احتفالات شعبنا بالماضي وخطابات صورية، وتحصيل حاصل في حاضرنا الآن.