ما إن تصيب هذه المدينة كارثة حتى تدق ناقوس الخطر.. عاصفة وأمطار وسيول أكملت ما تبقى من ملامح الروح الميتة مسبقاً بحكم متأجل التنفيذ..
لم تعد (عدن) ذات الثلاثة أحرف ضمن خارطة أبجديات اللغة ومصطلح الكلمات، فهي ما إن تحاول البقاء على قيد الحياة حتى تمرض وتحتضر من جديد..
ما حدث بالأمس ليس بجديد علينا إنما الجديد أن نسمع عن حوادث كارثية في ظل صمت المعنيين الذين يتحملون مسؤولية الأضرار التي لحقت بالمواطنين ولم يجدوا من يسعفهم.. لن نحملهم مسؤولية وفاة عدد من الأشخاص بسبب ما حدث كون السبب قضاءً وقدراً، لكننا نحملهم عدم أخذ الاحتياطات اللازمة قبل وقوع الأزمة وغرق المدينة بسبب الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في عدد من مناطق العاصمة وتساقط الحجارة من الجبال على بيوت الآمنين..
يأتيك مسؤول ويصرح بذلنا جهدنا وكل ما بوسعنا رغم شحة الإمكانات وقلة الموارد.. طيب ياعم المسؤول، لماذا لا تتعاملون مسبقاً مع هذا الوضع وتستعدون مستقبلاً لأي طارئ عارض حتى تكونوا على أهبة الاستعداد وتنقذوا المدينة وأهلها وتتفادوا الكارثة قبل وقوعها؟!
لماذا تنتظرون حتى تتم مناشدتكم وتطلبون الدعم اللازم لإنقاذ الوضع؟! الوضع الذي أصبح حالياً بين 24 ساعة فقط يرثى له من دمار منازل وغرقها ووفاة وإغلاق طرق وشلل في الحركة وظلام دامس وسط حر شديد عانى منه المواطنون لساعات طويلة ولا نسمع غير صرخات يارب رحمتك، وهل من مجيب!
مشكلة غياب عمليات الشفط ورفع الأحجار ومخلفات المطر يجب أن يكون لها حل مسبق قبل حدوث أي طارئ!
حال عدن المنكوبة كحال مواطنيها لا عين تنظر لهم، ولا اُذن تسمع أنينهم، ولا يسعنا بدورنا سوى الدعاء لهم. ونقول بدلاً عنهم أغيثونا! فأغيثوهم يرحمكم الله!