وهو حي كفروه.. لعنوه، اتهموه بأقذع الصفات، لأنه يمني الانتماء والهوية.
مات ولم يحضر جنازته سوى رفيق عمره الدكتور المقالح عبد العزيز، وبعض ممن كانوا جلساءه، وجمهور من محبي عظمة هذا العبقري..
بعد موته لم ترثِه الأحزاب الكرتونية، أما حركة الإخوان المريضة ففرحت أشد الفرح بموته..
وظلت تُعلّم إرهابييها أن البردوني ماجن كافر حتى إن أحد قيادييهم الكبار اقترح على الرئيس علي عبد الله صالح حين أبلغوه بموت الأستاذ أن لا يرسل من ينوب عنه لحضور جنازة الأستاذ.. وبهذه الجملة (لا ترسل أحداً من لديك فسيدفنه أصحابه الإماميون)!! ونفسه صالح ما صدق يجد عذراً.. فاكتفى بالنصيحة الإخوانية.. هذا الكلام يعرفه الكثير، ووصلني من صديق كان في نفس المقيل..
العجيب أن الدهماء من اليمنيين غيرتهم وفضولهم فاق حتى أعضاء جماعة الإخوان المصرية، وها هم ينتحبون ويستعطفون الناس عندما مات مرسيهم..
فيما الشعب اليمني قد مات نصفه، ونصفه الآخر جائع ومحبط، وشبابه يموت في جبهات الحركات الأصولية.
لا ألوم الشباب المنضوين في صفوف تلك الحركات، بل اللوم على مناهج التعليم العام، ومراكز وبؤر وأوكار تلك الجماعات التي أنتجت شباباً عبيداً للأشخاص، وحالت تلك الحركات دون تعليمهم حُب الوطن ونهضته.
المصيبة الأعظم أن من يدعون أنهم تنويريون هم أكثر تفاعلاً مع قضايا بلدان غير اليمن، وكأن ليس في اليمن مظلوميات وقهر للإنسان وموت أم وطفل في كل عشر دقائق نتيجة الفقر والأوبئة الفتاكة.. وكأن بلدنا مكتفياً بالرفاهية ومنعومة بالديموقراطية والحرية، وكأننا نصدر مفاهيم الدولة المدنية العصرية للعالم..
لا أظن أن بلدنا سيتعافى طالما مؤسسات التعليم والمناهج بحوزة قوى التخلف التي سيطرت عليها منذ عقود طويلة..
(أما تلك المعاهد فقد عاهدت أربابها بأن تخون اليمن).
لروحك السلام والطمأنينة أيها العظيم اليمني الحُر عبدالله البردوني..
الصورة Negative مطلع تسعينات القرن الماضي يجني الأستاذ بفرح ما زرعته يده وقلبه من فاكهة الباشن فروت.
*من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)