نبيل الصوفي
شرعية الانحطاط والعبث بعواطف اليمنيين تجاه التحالف
حينما كنا حلفاء الحوثي، قبل ديسمبر 2017، كنا نصدِّق ونستخدم ما تقوله شرعية الإخوان تجاه الأوضاع..
على سبيل المثال:
الإمارات تمنع الشرعية.
الموانئ بيد الإمارات..
المطارات.. إيرادات الدولة اليمنية كلها..
الشرعية بكلها تبرِّئ الحوثي من الاعتداء على إيرادات الدولة وتقول إنَّ المنافذ والسواحل والنفط، وحتى الثروة النباتية والحيوانية.. كلها مع الإمارات.
ومع الوقت صار التحالف في خطاب الشرعية أخطر بكثير من صورة التحالف في خطاب الحوثي.
الحوثي أصبح خطابه مكروراً، ساذجاً وسطحياً، لا يستقطب أيَّ تأييد إلا حيث ربط هذا التأييد بمصلحة من سلطة الحوثي.. أما خطاب الشرعية، وهي أكثر ما بقي من دولة الجمهورية اليمنية انحطاطاً، فإنه يحرِّض الناس في عمق ارتباكهم، فينسون أنّ الشرعية هي أمُّ الخطايا، ويسلمون عقولهم وعواطفهم المتعَبة والخائفة والقلقة أصلاً؛ بسبب حال وطنهم إليها لتحوله ركاماً من الشرور بشعارات خطيرة كالاستقلال والسيادة اللذين لا هي تمثلهما ولا التحالف هو من هدَّدهما..
إلى اليوم لا يزال هذا خطاب الشرعية الإخوانية..
مع أنَّ الحقيقة أن لا شيء بيد الإمارات، أصلاً تتواجد الإمارات والسعودية في مناطق حرب، فعن أيّ إيرادات في الحروب.. وكل مؤسسات الدولة لا تزال حتى اليوم بصنعاء الحوثي، أو ما استجد للشرعية كالبنك المركزي، ميناء عدن، وما تبيعه مأرب من نفط وغاز..
وفوق ذلك، تتحمل الإمارات والسعودية الإنفاق على الحرب وعلى الشرعية، وعلى الأمم المتحدة، وما تنفقه حتى في مناطق الحوثي..
اليمن والتحالف مع هذه الشرعية وإخوانها، مثل دار انهار بنيانه، وحين جاء الجيران للمساعدة في إنقاذ ساكنيه اصطدموا بكميات من الطحالب والسحالي والزواحف تتقافز أمام وجوههم..
من المستحيل إتمام مهمة إنقاذ الناس دون إماطة أذى الشرعية عن الطريق..
فليس هناك مشكلة واحدة حلتها الشرعية، بل إنَّ الشرعية هي من تخلق كل الصراعات والمشاكل في مناطق الانتصارات التي حققها التحالف..