نبيل الصوفي
الشرعية.. الانشغال بعدن ليستمر الشمال بلا وطن!
يتم إلهاء الشماليين عن مناطقهم، كأنَّ شوارع "عدن" هي حاضرهم ومستقبلهم.
تحولت الوحدة إلى الأداة التي يشغل بها اللص ضحيته كي يتمكن من سرقته.
يتركون الشمال بلا قضية، بلا دولة..
ينشغلون بعدن ليستمر الشمال بلاوطن!
هادي يرى الشمال زيوداً في الحيود، وأصحاب تعز حق ملاطيم، والجنوب قال بصوت مسجَّل سمعه الملأ: نيك اميتاهم، ما جنوبيين إلا هم، ونحن إيش؟
لذا هو يصارع على عدن أما صنعاء ما تستاهل عنده إلا الحرق.
لكنه يصارع كي يبقى في الرياض، لو خسر عدن ستنتهي إقامته في السعودية، أما إلى عدن فلن يعود.
أما الإخوان، فيحرضون لقتل خصومهم، ثم كلما قتل واحد، اتهموا غريماً ثانياً لهم بقتله.. تذكروا الاشتراكيين من ماجد مرشد إلى جارالله عمر.
حتى الزعيم صالح، حرضوا وخططوا واحتفلوا، ثم اتهموه هو نفسه بأنه فجًّر مسجده!
كما حرضوا ضد القائد أبو اليمامة، وحين قُتل احتفلوا، ثم يتهمون أصحابه بقتله ليحرضوا ضدهم.. وهات يالؤم وخسة.
والحقيقة أنَّ كل معاناة في اليمن وراءها الحوثي والإخوان.
فهما وراء كل دم يراق.. كل إهانة، وكل تشظٍّ، وكل فتنة، وكل وجع.
والشمال يدور الفائدة في الجنوب، وهو قد ضيع رأس المال أصلاً في الشمال.
يهرجون على أحداث بلطجة في الجنوب نصفها صنعها من فجر أصلاً، ونصف الباقي بسبب خطابنا، وما بقي يمكن معالجتها.
طيب، أين الشمال الذي ممكن نهرب إليه من ظلم الجنوب؟
وللتذكير بحكمة قادة شطري اليمن قبل الوحدة، نتوقف عند هذه الجزئية.
فقد أرسل الرئيس قحطان الشعبي وفداً للبحث في موضوع توحيد الشطرين بمجرد استقلال اليمن الجنوبي.
كان الرئيس عبدالرحمن الارياني بصيراً، وهو يرى اليمن الشمالي غارقاً في الانشقاقات والحروب وقتها.
وحين استقبل رسالة قحطان كان رده: نجزوا أموركم، وأقيموا دولة، الشمال اليوم غارق في صراعاته، إن توحدنا ستزداد الصراعات، أقيموا دولتكم وساعدونا حتى تستقر الأمور.
بعدها بقت الوحدة مشروعاً نظرياً جميلاً للشطرين، فهي هدف سامٍ وليس وسيلة قسرية.
اليوم الشمال بحاجة لطرف يدعم إقامة دولة جنوبية، لكي تقوم في الجنوب دولة تحمي من يعيش فيها من الجنوب أو من الشمال، أو حتى القادمين من إفريقيا..
دولة جنوبية تدعم توحيد الشمال كمرحلة أولى صوب استعادة وحدة أسقطها تحالف دولة "بيت الأحمر" على قول محمد سعيد سالم من إذاعة عدن في 1994م.