لي موقف شخصي من حكومة/حكومات الشرعية، حبست مرتبات الموظفين من ثلاث سنوات، والعبد لله واحد من الموظفين. فاستعدت عليها مئات آلاف اليمنيين (ومن ورائهم عشرات الأضعاف في أسر يعولونها ومصدر رزقهم الوحيد فتات مرتب آخر كل شهر) بتجويعهم، بذريعة الحرب على الانقلاب الحوثي.
قرار لا مسئول، وإجراء كارثي ولا إنساني ولا قانوني بالمطلق أن تعاقب الشعب وتدفعه عنوة إلى الضفة الأخرى والقطيعة مع شرعية التجويع. وراح ينعم ويرفل ويكرش طفيليون كثر باسم وبامتياز الشرعية تناهبوا وتداولوا دم وضمير وزيت وحياة وحياء الشرعية والمعركة ويتلذذون بالفشل وبمعاناة شعب ينسحق بين انقلاب وشرعية ترافقاً وتوافقاً طوال هذه السنوات العجاف على معاقبة وتجويع الشعب بلا شفقة وبلا خيارات من أي نوع.
تفاقم تجويع الموظفين كما تفاقم فساد ونهب وإثراء عصابتين في الشرعية والانقلاب. هي أم جرائم ومخازي شرعية جوعت شعبها بذريعة محاربة ومحاصرة الانقلاب الحوثي.
بينما راحت عقود وصفقات النفط والوقود والأسلحة والوكالات العابرة تكرس خطوط مصالح مشتركة أثرت منها رؤوس كبيرة وكثيرة في الشرعية والانقلاب الحوثي الذي تكرس عبر خمسة أعوام بمساعدات جليلة ومخلصة من شرعية فاسدة استحوذت عليها عصابة لعينة كاثرت وغذَّت حروباً ثانوية وصراعات جانبية باتت هي المتن على هامش حرب قديمة ومنسية لإنهاء الانقلاب الحوثي، وأمست الحروب تُدار ليل نهار على الذين حاربوا الانقلاب الحوثي بلا هوادة.
مهما فعلتم ترهيباً وتهريباً وتهرباً.. نحن لم ولن نتوه عنكم وعن مسئوليتكم الأولى والمباشرة وراء كل ما آلت إليه سنوات من العبث والتلاعب وإهدار سمعة وكرامة وكبرياء واعتزاز اليمني وعزة نفسه، وتبديد جهود ودعم وميزانيات خرافية وفرها التحالف بلا توقف، كما أعدمتموها دائماً وبلا توقف ودون غاياتها. فانتهت إلى استثمارات عابرة في بلدان وعواصم العالم، وتأبد النزيف وتوسع الجرح اليمني وفينا من الوجع والألم والحزن والتشرد والفقد ما الله وحده به عليم.
أنتم.. أولئك.. الوجوه والشخوص والعصابة نفسها، مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة وحتى 2011 و2014 وإلى 2019... أنتم أنتم.. القحط واللعنة التي حاقت وأحرقت بلاداً وشعباً.. ولا تزالون -ها أنتم- تجادلون وتستبسلون في الذود عن حقكم المطلق في سرقة تمثيل اليمن حكماً وتحكماً ماضياً ومستقبلاً.
فما الفرق بين إمامتين وديمومتين وعصابتين على هذا المنوال، في بدلتي شرعية وانقلاب؟!
نعم مع الشرعية؛ ويجب أن تنتصف الشرعية لنفسها الآن منكم.. من نفسها.. حتى يتسنى لها أن تنتصف لليمن ولليمنيين من الانقلابيين.
يا ريح خذيهم..