كل هذه الوطنية التي تفجرت في الرئيس عبدربه منصور هادي والإخوان المسلمين ضد الإمارات ليس من أجل الدولة والوحدة، بل من أجل التهرب والتنصل من محادثات جدة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية.
الشرعية ليست ذاتًا إلهية لا يجب مسها، بل هي طاقم إداري قابل للتغيير عندما يثبت فشله. والشرعية التي تعني تحويل البلاد إلى انتفاع خاص واستثمار شخصي وتقاسم مقابل تدمير مستقبل اليمنيين وبلدهم واجب إزالتها ورميها إلى مزبلة التاريخ.
الأصوات المرتفعة لا يمكن أن تطمس الحقائق، ولا يعقل وغير مقبول أنه كلما اقترب الحل السياسي تداعت شلة نفعية لاختلاق معارك جانبية متخفية خلف مصطلحات اليمن والوحدة والجمهورية والسيادة.
كم يجب على التحالف أن يخوض حروبًا ليحرر لشرعية فاشلة محافظات، ويقدم لها مليارات الدعم، ليكتشف أنها هلامية وسرعان ما تخسر هذه المدن، ثم تريد من السعودية خوض حروب جديدة لاستعادتها، بينما هي شرعية مكانها في الإعلام وليس لها على الأرض مكان؟
ثم ما هذه السذاجة في التعامل مع المملكة العربية السعودية، وما هذه السطحية والإطراء الكاذب عند الحاجة، وإفشالها وابتزازها والتآمر عليها في ميدان المعركة مع الحوثيين.
ألم تأمنكم السعودية في بناء جيش قوي وقدمت الدعم لذلك ثم كانت النتيجة الوهم والنواح والسقوط في ساعات.
القوات العسكرية الموجودة على الأرض هي التي أعدتها الإمارات وليس جيش الكشوف الوهمية.
ثم إن هذه القوات التي دربتها الإمارات لم يتم تشكيلها اعتباطًا، بل تحت سمع التحالف وبصره، وبمشاركة خبراء من فرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها.
وهذه القوات هي التي نستطيع أن نقول إنها هزمت الحوثيين في عدن والجنوب والساحل الغربي وبداية في مأرب، وهي نفسها التي واجهت تنظيم القاعدة وداعش وشلت من حركته وفاعليته في عدن وأبين وشبوة وحضرموت.
وهذا ليس دفاعاً عنها، أو تنزيهاً لها من أي خطأ، قدر ما هي قراءة مقارنة بينها وشرعية هزمت أحلامنا بالعودة وراحت تبحث عما يطيل بقاءها وليس ما يقيم بنيانها.
شرعية تعاملت مع الحرب كتجارة وشطارة وخيبت الآمال في بناء جيش واستعادة دولة، وعندما تتنصل من مسؤولياتها تلقي كل مبررات الفشل على التحالف بشكل عام والإمارات بشكل خاص.
شرعية لا تسأل نفسها كيف أنها تنهار في ساعات، ولماذا استطاعت الإمارات خلال عام واحد تكوين جيش بهذا القدر من القوة والكفاءة في الساحل الغربي. هذا الجيش لم يتدخل في أحداث عدن الأخيرة أو غيرها فهدفه تحرير اليمن من الحوثيين.
والآن يريد هادي والإخوان هيكلتها وبعثرتها، كما تم العبث بالحرس الجمهوري والوحدات الأمنية بصنعاء بتهمة أنها عائلية وليست وطنية.
كيف يمكن الوثوق برئيس أو تصديق أنه يمكن أن يحقق نصرًا ومحافظته التي ينتمي إليها "أبين" والتي اختار منها أهم رجالات الدولة سيطر عليها المجلس الانتقالي بثمانية أطقم وفي نصف يوم!!
ولأنها شرعية غارقة في الفشل راحت تغطي عورتها وانكشافها أمام السعودية باستهداف الإمارات والقوات التي دعمت إنشاءها دون أن يكون لتلك القوات دور في الأحداث، وظلت بمواقعها في الساحل الغربي والضالع في مواجهة مع الحوثيين.
إن الهدف من استهداف هذه القوات الآن -والجيش السابق- لأنها فقط ليست مفصلة على مقاسات دولة المقر كما هو الحال في مأرب والجوف وحجة وكل جبهات الجمود والفشل.
وهذه القوة العسكرية التي يخشاها الإخوان وهادي الآن، بعد أن قضى على قوات الدولة بالأمس، هي الضامن الوحيد على عدم تحول ما يسمى بالجيش الوطني إلى جيش يدين بالولاء لقطر ضد السعودية.
وهذه القوات أيها المزايدون، هي التي لن تحتاج أكثر من ساعات لإسكات الأصوات المدعومة من الخارج، وبرضى منكم، للتآمر واستهداف السعودية بالمهرة، التي يصرح كثير من رجالات الشرعية أن المملكة دولة احتلال فيها.
ثم بفهلوة يريدون المملكة العربية السعودية عصًا غليضة يستخدمونها في معاركهم الجانبية، ويريدونها خزنة تدفع الأموال ولا ترى غير الفشل، ويريدونها أن تعيدهم سالمين غانمين منتفخي الكروش إلى صنعاء وهم مستلقين على بطونهم بالفنادق.
ثم يتابعون انتهازيتهم ضد السعودية ويعتبرون عدم خضوعها لنزواتهم ينزع عنها شرعية تدخلها باليمن.
وأبعد من ذلك يعتبرون أن ما قام به المجلس الانتقالي في عدن يقوض اتفاقية الحدود الموقعة مع السعودية ويلغيها.
وتلك مظاهر جنون تداعت بها أحداث الزمن الآن، وستكشف الأيام القادمة عن ما هو أنكى وأمر من حقد دفين ضد المملكة، التي يغازلونها بتذاكٍ تارةً ويقدحون فيها تارةً أخرى.
اطمئنوا فقد حفظت السعودية ألاعيبكم جيدًا، وباتت بعد هذه السنوات تدرك أنكم لستم أكثر من لصوص، تحاولون عزلها عن حلفائها ثم إدخالها في مستنقع حروب لا تنتهي.
وهي اليوم ماضية رغمًا عنكم في طريق الحل السياسي في مدينة جدة، مهما اختلقتم من حروب دعائية عبثية وأرسلتم من تهديدات ماكرة.
لقد سبقكم المجلس الانتقالي إلى جدة، وعليكم اللحاق به للحوار بدون إضاعة الوقت في معارك الوقت الضائع.
*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)