نجيب غلاب
تعقيدات المشهد اليمني وضرورة لملمة الصفوف وتقوية مشروعية الدولة
في الملف اليمني، الموضوعية صعبة، في ظل حرب مصيرية.
فالتحليل السياسي باتباع المنهج السلوكي مثلا، قد يكون مجديا لفهم الصراع، حتى يتم تجاوز الشعارات التي تحرك الغوغاء أياً كانوا، وعقلنة الصراع بدايته فهم الواقع، إلا أن طبيعة المعركة تحتاج اليوم تحفيزا باتجاه لملمة الصفوف وتقوية مشروعية الدولة.
ونقول للمراقبين الخليجيين وأيضاً متابعي الملف من غير الرسميين، أفضل خيار أن لا تنخرطوا في تناقضات مناهضي الحوثية حتى لا تنسحب إلى صفوفكم صراعات العبث اليماني الأعمى.
المسألة اليمنية معقدة وفيها تداخلات وتناقضات كثيرة، وهناك مصالح ومراكز قوى متنازعة وتحيزات نابعة من خيارات خطرة على بلدانكم.
ونحن نعلم أنه كلما حدثت مشاكل، كان تحالف دعم الشرعية يقدم حلولاً بعد تداول وتواصل وكان يقدمها كنصيحة، وفي الغالب كانت ترفض أو يتم إعاقتها.
ومع ذلك كان التحالف يستجيب لإرادة حلفائه رغم إدراكه للمخاطر.
وظل تحالف دعم الشرعية مع حلفائه اليمنيين، رغم الأخطاء القاتلة، واستنزاف الذات والتحالف.. وهذا ما يستوجب اليوم أن يكون التصحيح إجبارياً.
على الجميع أن يدرك أن الإقصاء يمنياً غير ممكن، وكلما حاول طرف أن يقصي الآخر انتهى ملاحقاً ومطارداً من عدة أطراف.
أما الهوس والشبق السلطوي لدى البعض، فينتهي بانهيارات وخسائر تمس الجميع.
لذلك فإن التوافق والشراكة الجامعة وتوزيع الموارد بما يستجيب لحاجات المجتمعات المحلية بداية النجاة، ولا نجاة بدون الخلاص من ولاية اللصوص.
الحوثية عدو اليمن واليمنيين من المهرة إلى صعدة.
ورغم التناقضات والصراعات الموغلة بعضها في الدم، إلا أنه صراع محصلته كيفية مغالبة الحوثية وإنهاء ولاية اللصوص.
صراع مرير بين مناهضي الحوثية في مرحلة عصيبة وخطرة، وما يهم وهم يتنازعون أن كل طرف يتهم الآخر أنه لا يقاتل الحوثية بإخلاص وطني.
لا يمكن تجاوز الشرعية، والممكن إعادة البناء وتقويتها وتوسيع دائرة الشراكة ومكافحة الفساد والطابور الخامس.
الشرعية ومشروعية الدولة أعمدة الإنقاذ وبدونهما صوملة اليمن، لتتحول اليمن إلى قنبلة تأكل نفسها وتستنزف آخرين، وبداية لنزاعات متعددة وإنقاذاً للحوثية وسيكون الإرهاب رابح كبير.
مع أحداث عدن اعتقد الكثير أن الحوثية ستصبح في الواجهة وتفرض وجودها وتشرعن لنفسها خارجياً.. لكن اتضح أنها أضعف مما تصورنا، أصبحت معزولة والصراع أوضح أن الحوثية تعيش عزلة وعاجزة ومحاصرة.
أصبحت الحوثية الهامش الأقل تأثيراً، ولم يبق إلا الخروج من صراعاتنا وبناء جبهة متحدة لتصبح الحوثية أثراً بعد عين.
عملياً الحوثية في حيص بيص، لا هي قادرة تتقدم أو تشرعن وجودها، ولا قادرة تقنع الشعب أنها صالحة للحكم رغم نزاعات وتناقضات القوى المناهضة لها.
الحوثية ما زالت لدى اليمنيين الصورة الأكثر قبحاً ويرونها جريمة مقنعة بولاية طائفية عرقية لم تنتج غير الحرب والسطو.. بينما الشرعية ما زالت مركز الأمل وستستمر.
وفي الختام.. ومن باب النصيحة ليس إلا على تنظيم الإخوان في اليمن حل نفسه، وإعادة الاندماج في الوطنية اليمانية الحرة وتبني مشروع العروبة.
فالإمامة الهادوية مخترقة لتكويناته السرية حد العظم!! ولن يفهموا، ويعتقدون أنهم الأذكى، وهم وظيفة لخدمة ما يكرهون!!
* جمعه (نيوزيمن) من منشورات للكاتب على صفحته في (الفيسبوك)