منذ أسبوع وأنا أكتب "نعي" الحركة الإصلاحية في اليمن.
طموح عظيم انتهى إلى مجرَّد كتل ضخمة من الخردوات الفاسدة.
ككل خير في هذه الدنيا، حين ينتهي تاريخ صلاحيته يتحول قمامة ضخمة، تبحث عن من يسدي معروفاً للحياة ويكرمها بالدفن.
وإذا صح أنَّ عبدالوهاب الآنسي طلب اللجوء السياسي في ألمانيا، فهي استقالة شخصية من الإصلاح وليس تحولاً في الخطاب.
وسبق أن فعلها وترك الإخوان قرابة عشر سنوات، وقال لهم يومها: إني بريئ مما تفعلون.. وحينما تراجعون أنفسكم اتصلوا بي، وهذا ما حدث فعلاً.
ولنأخذ ما يحدث حالياً في شبوة نموذجاً للمغامرات والانتهازية الإصلاحية.
فقد كانت شبوة هادئة، إلى أن قام علي محسن يشعل حربه لأجل شركة الحثيلي لبيع المشتقات النفطية، وعلى الفور قفز الإخوان يريدون وظائف المؤتمر للإصلاحيين.
وكل المناصب التي غيَّرها إخوان علي محسن في شبوة، كانت من نصيب قيادات مؤتمرية، غيروها لشخصيات إصلاحية. والمؤتمريون "مقعيين" ما حتى صدر بيان واحد يقول للناس شبوة تُنهب من قِبل عصابة الإخوان.
ورغم ذلك الآن شبوة تشتعل.. وستطردهم وتلحق الضالع في موقفها.
ومن أبين إلى الخوخة، مروراً بالحجرية.. ليس هناك سوى هلال الإمارات يخفف مواجع اليمنيين، يسقي عاطشاً، ويداري مريضاً، ويكفل جائعاً.
أما الشرعية فأكذوبة، والأطراف المحلية مجرد قوى عسكرية تستنزف كل الإمكانات.
والبسطاء ليس لهم دخل بأكاذيب الذين أُكْلُهم وشُرْبهم مربوط بالهشتجة..
عيشوا مع الناس تعرفوا.