عندما كنت طالباً في الإعدادية كانت مدرسة الفاروق النموذجية التي أذهب إليها كل يوم "هدية الكويت للشعب اليمني الشقيق".
وعندما مرضت بعد تخرجي من الثانوية العامة كانت التي عالجتني "هدية الكويت للشعب اليمني الشقيق".
وعندما درست في كلية الآداب كانت الجامعة "هدية الكويت للشعب اليمني الشقيق".
وعندما وقفت لأول مرة أمثل فوق خشبة المسرح كان المركز الثقافي "هدية الكويت للشعب اليمني الشقيق".
عندما قرأت الكتب والمجلات وأنا فتى يسير إلى المستقبل كانت مجلة العربي وإصدارات سلسلة عالم المعرفة والثقافة العالمية والمسرح العالمي كلها أشياء تدفقت إلى عقلي وقلبي قادمة من دولة الكويت الشقيقة العظمى التي امتدت يدها المعطاءة بكل الخير إلى الشعب اليمني من دون أي مقابل كأي ثري نبيل وابن ناس يقدم العون لجيرانه المتعثرين بطريقة ميسور محترم لديه قدر عال من أخلاق العناية.
هناك أسباب أخرى كثيرة تجعلني أحب تلك البلاد الشقيقة وتلك الدولة التي كان حضورها في حياة اليمنيين حضور الأم الرؤوم والأب المستنير، وهناك في المقابل أسباب كثيرة تجعلني لا أحب إيران الفارسية أهمها أنها دولة متطفلة لم تقدم لليمنيين غير الشقاء والبؤس والشتات الداخلي في سبيل مصالحها الخارجية.
كنت طالباً في الجامعة سنة 1995 عندما شاهدت لأول مرة أول لوحة إيرانية معلقة عرض جدار مرفق خدمي كان ذلك هو مركز الطب الإيراني في شارع الرقاص بصنعاء، ولكنه كان مرفقاً صحياً بائساً، صورة الخميني متوفرة في داخل المركز الطبي أكثر من توفر الأطباء والدواء!
إيران التي تتحدث بلسان غير لساننا ولها عادات وتقاليد غير عاداتنا وتقاليدنا دولة مستهترة تتاجر بقضية اليمنيين لم تبن لنا حتى مدرسة واحدة أو مستشفى أو شقت لنا طريقاً.. دعمت بلادنا بجماعة مليشياوية مسلحة حولت المدارس إلى متارس، وحولت المستشفيات الموجودة إلى ثلاجات للموتى، وقطعت الطريق، وجعلت من بلادنا ثكنة عسكرية، وكل ذلك طبعاً في سبيل أطماعها بالسيطرة على مضيق باب المندب!
لا رصيد لإيران في بلادنا المجعوثة أصلاً غير فعائل سيئة داخلة في تفاصيل كثيرة من حياتنا اليومية التي نعيشها اليوم كشعب ملطوم بجماعة مليشياوية مسلحة تريد أن تحكم اليمن واليمنيين بالقوة وبالنطفة المقدسة.
إيران دولة تتوطف الحوثيين لخوض مفاوضاتها السياسية وعقد الصفقات التجارية ولا يهمها أبداً أن تصير اليمن أكبر تجمع للبؤساء في العالم، وبالنسبة لحرب السعودية والإمارات مع إيران فإن اليمن لوحدها هي المسرح المفتوح ولن تكون السعودية ولا الإمارات جارتين طيبتين مع اليمنيين ما لم تسيرا إلى قلوب اليمنيين من ذات الطريق القويم التي سارته من قبل دولة الكويت الشقيقة ذات زمن جميل.