محمد عزان
المشعبون وهَوَس لنا «الصَّدرُ - دون العالمين - أو القَبْرُ»!
بداية نوضح أن المُشَعّبين هم الجماعات التي ترى لنفسها الحق في أمر مّا، وتضحي في سبيل أنانيتها بسكينة الناس ووحدتهم، وتجعلهم شُعَباً شتى ومسارات مُختلفة.
إن حمَاقة المُشَعّبين وهَوَسهم بالسلطة وتطلعهم إلى التمّيز على نظرائهم في الخَلق وشركائهم في الوطن، هي التي أضعفت بُلداننا وحوّلتها إلى ساحات حرب عبثية، وأخبار عاجلة تثير عَجَب العالم من حماقاتنا وسخريّته من بلاهتنا!!
كما أن تلك الحماقة هي التي أسقطت نظام الحياة في اليمن وسوريا وليبيا وتهدد مصر والعراق والسودان والجزائر وغيرها.. فالكل يريد إسقاط الكل، والكل يريد إضعاف الكل، والكل يريد أن يتصدّر الكل!
وهي هي التي بعثت العصبيات العِرقية والطائفية والمناطقية، وأوجدت المخاوف والحواجز النفسية، وخلقت أطراً سياسية ونفعية ضيقة لا تسع لغير قُطعانها؛ بل حوّلت كل قطيع إلى شَرَر ونار ضد الأقرب فالأقرب!
وهي هي التي جلبت الخارج إلى الداخل، فالخارج كان هناك في الخارج لعشرات السنين لم يرمِ علينا بحجر، حتى جلبه الداخل لسبب أو لآخر، وكلٌ يرى أنه في جهاد مقدس ونضال مشروع!
فوالله وبالله وتالله.. ما أجلب الدمار للعراق وسوريا واليمن وليبيا، وما يهدد مصر والسودان والجزائر وسائر بلداننا، ولا يسوغ تدخلات الخارج (أياً كان مقصده وهويته) سوى هَوَس المشعّبين بأن يكون لهم «الصَّدرُ - دون العالمين - أو القَبْرُ»!
وبالنسبة لخطب الجمعة، فإن المولى جل شأنه يقول في محكم كتابه الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. وَذَرُوا الْبَيْعَ}
ويفهم من هذا: أننا لسنا مدعوّين للسعي إلى خطابات الجمعة التي لا تمثل سوى مهرجانات سياسية وتعبوية، تدِّجن العقول وتؤلب الناس بعضهم على بعض، ولا تمثل شيئًا من ذكر الله!
وكيف نكون مدعوين لترك بيع سلع التجارة، ثم نذهب لبيع عقولنا والمتاجرة في قِيَمنا ودمائنا وأوطاننا..
فاحرصوا أن تكون جمعتكم خالية من كل سوء.
في الختام.. أي خطوات تمضي نحو السلام وإنهاء الأزمة في اليمن، فهي خطوات شَريفة. وأي كلمات تحقق لشعبنا الأمن والاستقرار فهي كلمات من نور.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك