المنطقة كلها تغادر الطائفية، وصنعاء مليحة تُركت للسل والجرب.. وذلك ما عكسته أحدث صورة لباب اليمن، وهو مغطى بشعارات طائفية في أقبح صورة.
لقد أقام الحوثي دولته مستخفاً بكل الشعارات الحاضرة.
وكل شعار من عهد ما قبل الحوثي، لن يستطيع فعل شيء في مواجهته.
لن يواجه الحوثي إلا يمن جديد..
جديد بخطاباته وشعاراته وتوجهاته.
حتى مرتزقة اليمن يخسرون.. هم أحد أسوأ علامات هذا الماضي الذي عبث ببلادهم، وليته ينتهي فعلاً، فمن ركام فسادهم خرج الحوثي، بعد أن أسقطوا من طريقه ثورتين ودولتين ووحدة، بفسادهم وارتزاقهم.
وبالنسبة للذين كانوا منتظرين المظاهرات تخرج في السعودية، وعملوا مظاهرات افتراضية في مصر.. جاءت لهم الثورات من بغداد وبيروت.
والذين كانوا يقولون: ما "يسمى بالانتقالي"، قدهم يقولون "هادي اللي ما يتسمى".
يأتي هذا التحول بعد اتفاق الرياض.. الذي ألغى الشرعية شمالاً، ومن تعز يبدأ السباق من يقدر يكرر تجربة "الانتقالي".
واليوم ستشهد تعز أول صراع إخواني إخواني.
سالم وحمود جابوا الدعم القطري وأسسوا الحشد الشعبي، فرفضته دولة مأرب وممثلها عبدالحافظ الفقيه.
الآن يعيدون التموضع.. سباق مفتوح بين الناس الذين لهم قضايا عادلة..
جميعهم سيلتقون في الشارع..
الجماعة، تأكل نفسها إن لم تجد من تأكله.
ولأول مرة منذ قيام الدولة السعودية تختار الرياض عدن لتعينها على استعادة صنعاء من طهران.
لم يكن حديث ابن سلمان عن أن مشروعه هو مغادرة سعودية الثمانينات مزحة.
فمنذ 2015 والجنوب ينادي بحسم: تعالوا نتوحد لاستعادة صنعاء وبعدها نتحاور.
وتحالف هادي والإخوان يرفض رفضاً قاطعاً هذه الوحدة..
لا يريدون الشمال، لكن الجنوب وبدعم إماراتي عظيم صمد متمسكاً بموقفه..
تحرير الشمال من الحوثي، هدف جنوبي عظيم، صار اليوم اتفاقاً موقعاً برعاية سعودية.