ما كنا نقوله عن عصابات الحوثي قبل سنوات أصبح أنصارهم يقولونه عن تلك المليشيات.
كان البعض يقولون إننا عنصريون طائفيون.
كانوا يقولون إننا وهابيون تكفيريون...
كانوا يشيعون أننا عفاشيون، إصلاحيون، نواصب، أمويون، يزيديون، وأعراب متخلفون.
كل ذلك لتمييع حقيقة أن خصومتنا مع الحوثي قائمة على أساس أنه ظالم يدعي المظلومية، وفاسد يدعي الطهارة، ومقاتل متمرد يدعو للسلم والشراكة، ومليشيا في شكل دولة، وعدو في ثوب صديق، وفاجر يدّعي الولاية، ولص يلعب أدوار رجل الأمن في صنعاء.
أما قولهم إن الله أمر بتوليه، فتجاوز الكذب على الناس إلى الكذب على الله ذاته...!
أما حسين العزي، زميل مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء فقال: إن النظام السابق شنّ عليهم الحروب الست في صعدة لأجل الدفاع عن الصحابي أبي هريرة!
نتفهم كثيراً خصومة هؤلاء القادمين من مجاهل التاريخ مع أبي هريرة وغيره، لكن ما يحتاج إلى أنهار ماء لبلعه، هو أن أحاديث أبي هريرة-وليس تمرد أبي جبريل وأخيه- سبب حروب صعدة التي دمرت المحافظة، قبل أن تتحول إلى حرب مدمرة في البلاد كلها...
المهم...دعوا كل ما قلناه جانباً...
لا تصدقونا...نحن العملاء والمرتزقة، والبدو الأعراب، والنواصب الوهابيين...
اليوم يقول من ناصر الحوثيين ما كنا نقوله، قبل سنوات.
اقرؤوا ما يقوله اليوم أحد أكبر الذين أيدوا الحوثيين، وابتهجوا بانقلابهم...
اسمعوا النائب البرلماني أحمد سيف حاشد.
قلنا زمان إن الحوثيين لا عهد لهم، وهو ما قاله حاشد اليوم...
قلنا إنهم عصابات ولصوص، وهذا ما أكده النائب البرلماني اليوم..
يقول حاشد: لا تثقوا في كل ما يقولونه، لا عهد لهم ولا ميثاق...
يقول: إنهم لو استطاعوا فرض الجباية على الهواء لفرضوها.
يقول: من يحكمنا ليسوا دولة، ولا سلطة أمر واقع، ولكن عصابات ومافيات وأمراء حرب.
قلنا ذلك قبل أن يقوله الأخ أحمد حاشد والكثير غيره، لكن الحوثيين كانوا حينها يمارسون سحر أحمد حميد الدين الذي استمر لفترة، وهاهو يسقط اليوم في صنعاء..
نحن لا نعادي الحوثي لشيء، إلا لأنه يكذب ويخدع ويمكر ويستغل جهل بعض الشرائح، وفقر الأخرى، ويعمل على زيادة التفرقة بين اليمنيين، وبينهم وبقية العرب، ويعمل كديدن سابقيه على عزل اليمن عن العالم كما عمل أئمة الظلم والجور والكهانة.
نخاصم الحوثي لأنه يلتف في عباءة النبي لسرقة أتباع النبي.
واليوم، لم يعد لدى هؤلاء اللصوص إلا أن يردوا على من يصفهم باللصوصية بقولهم: لسنا وحدنا، هناك لصوص آخرون.
وكأننا عندما نقول عنهم إنهم لصوص ندافع عن اللصوص الآخرين!
ملة اللصوص واحدة، ودين اللصوص عبادة المال، ورب اللصوص واحد هو القرش "الفرانصي" الذي كدسه الأئمة السابقون فيما كان آلاف اليمنيين يموتون في الماضي، كما يتعرض ملايينهم اليوم للمجاعة والمرض والتجهيل المريع...
لا بأس...
لا بأس...
"كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون"
وغداً ترون الغضب الذي تحدث عنه الزبيري ورفاقه، وسخر منه أحمد حميد الدين، قبل أن يراه هادراً بعد حين...
"إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا..."
وهذه صنعاء...
تصبر كثيراً...
لكنها تدخر الغضب المكتوم ليوم محتوم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك