نبيل الصوفي
(الساحل الغربي) جبهة جمهورية عصيَّة على الاختراق
ذكَّرني سياف الغرباني، في منشور دوَّنه على حسابه بالفيسبوك، باهتمامي يوم شلوا حافظ مطير إلى سجن مأرب يدرِّبونه على أمل أنه يخترق الساحل الغربي.
حين ظهر الخبر أنه اختُطف وبهذلوا ببيته، كنت أتذكر معاناة الشَّارد.. رجلٌ يحارب الحوثي ويهرب منه إلى مأرب فيجد نفسه في معتقل مجهول.. صدَّقت أنه معتقَل، ولا أمُنُّ بموقفي ذاك.. فأنا وقفت ضد اعتقال لم أرَ له مبرراً.. بل كان جريمة.. وكتبتُ طويلاً ودائماً. لم أفعل أكثر منه إلا للأستاذ القدير هشام العميسي في صنعاء.
يفجعني، دائماً، أن يكون أحدهم معروفاً ثم يُعتقل ظلماً ويُنْسَى.. واليمنيون سادة النسيان.
المهم، بعدها خرج حافظ، وعلى طول انتقل للساحل يريد الاستقرار في المخا.. وإذا اعتمدنا طريقته هو في التحليل، فإذا هم اعتقلوه على أمل اختراق الساحل إعلامياً بعد جهد بذلوه في اختراق معسكراته بالذين يفعلون معهم نفس الشيء وحين نكتشفهم يقولون نفس الرواية.
تستقبل المعسكرات أفراداً أرسلهم مقر مأرب، يحكون نفس التفاصيل أنهم اعتُقلوا وعُذبوا، فيقبلون على الساحل، ويبدأ الفصل الثاني بعدها، من تحريض أو فرار، يهرب واحد منهم وعاده ما قد درى أين معسكره، وقد خبر هروبه في الإعلام باعتباره عفاشياً عاد إلى الحوثي..!!
وحين وصل حافظ الساحل قالوا له: مش ناقصين فوضى.. نحن لدينا صف جمهوري متماسك، فيه من لقبه هاشمي، ومن لقبه خولاني، ومن لقبه قوسي وعولقي وصبري وصلوي وسامعي وعودي... عندنا ينضم الأفراد لا الألقاب.. من يأتينا يكون قد اختارنا كمشروع جمهوري.. لا مكان فيه للعلل والعصبويات الحوثية الإخوانية هاشمية أو غيرها.
فشرد حافظ بعدها وبدأ يكتب ضدي بهذه الطريقة..
وحتى الآن فأنا تعاملت معه برفق، حتى إن صديقاً قال لي: كأنك لأول مرة تشعر بالأذى فتحاول تجنبه.
لا أتابع جدالات السفهاء إلا قليلاً، لذا لست موجوعاً، وها هم من أعرف ولا أعرف يدافعون عن فكرتهم بالكتابة عني دفاعاً وتأييداً كما لم يحدث في عمري كله.. وهذا يشعرني بالقوة.. والقوة تنتج التسامح والتجاهل.
ولذا، عاد عندي مراعاة لهذا المطير المسكين، أرى فيه مواطناً مهاناً بالتشرد، من يصرف عليه يعمل له فيديوهات، وهو من شدة حماقته يصدق وقفز المرباع..
وعادهم زاد عملوا له في السجن دورة ترويض إذاً..!!