عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

مأزق أحزاب اليسار في الحرب الدائرة بالحجرية

Saturday 22 August 2020 الساعة 02:43 pm

المعركة لم تبدأ بعد مع الإخوان.. هذه الحقيقة الثابتة، حتى وإن سيطرت حركة الإخوان الإرهابية على المعافر (بوابة الحجري) مع أن المعارك تدار الآن وسط سوق النشمة مركز المديرية.. لن تكون القيامة، فهناك صراط لن يعبر منه إلا صاحب القضية والمشروع..

نؤمن بقضيتنا مهما كانت التضحية.

معركة منذ ثلاثة فجراً، جمعت حركة الإخوان فيها كل الإرهابيين والمجرمين والمرتزقة والقتلة من أجل الانقضاض على الحجرية.

حارب ويحارب الأبطال 35 مدرع بصمود وعقيدتهم الوطنية، فيما ظهورهم مكشوفة لكل سماسرة السياسية.. ممن يبيعون قضايا الناس ويتاجرون بمعاناته لصالح كفة البقاء ولو عبيد.

بالتأكيد كان هناك قصور في إدارة المعركة، لكن ما هو مؤكد أنه لم يكن هناك أي خيانة في صفوف اللواء وهو الأهم في الموضوع، وهذا شيء طبيعي أمام خيانة الأحزاب (الاشتراكي والناصري والمؤتمر) التي حولت اللواء 35 إلى "مِجهاش" حزبي خاص تصربه الايديولوجيا النزقة، بينما تركت بقية كل الالوية لحركة الإخوان الإرهابية دون أدنى موقف.

قبل عام من الآن كانت هذه الأحزاب تدفع بقواعدها بصورة سرية ضد قوات اللواء 35 مدرع حينها بقيادة العميد عدنان، المتمركزة في منطقة البيرين وجبل الراهش منطقة الجبزية وجبل المشاعرة، بحجة عدم عسكرة المناطق الآمنه، غير أن حكمة القائد "عدنان" تجاوزت تآمر الأشخاص والأحزاب حتى استطاع إسقاط الجميع في مربع الخذلان.. ليعاود البعض منهم بعد ما فشلوا القدح والتشكيك "بعدنان" عن طريق الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة.

كنت على مقربة جداً من كل ذلك، بل وعملت على توثيق كل الأحداث بما في ذلك كلمات "العميد عدنان" أثناء مخاطبته للناس في اللقاءات البسيطة التي كنت أعمل على تنسيقها ضمن برنامجه اليومي.

اليوم بعد كل هذه الأحداث لم اشاهد تلك الوجوه تقف أمام هذه التحشيدات الهمجية التي تقتحم القرى والبيوت وتروع النساء والاطفال وتنتهك حرمات وقدسية الدم، ولو بكلمة، بل وذهب البعض يبارك هذا الإجرام معتبرا اياه انجازا عظيما لشرعية الإخوان، ولي تحفظ على كل الأسماء.

ظل العميد عدنان يحذر من دخول الإخوان الحجرية، لإدراكه بأن أهداف الإخوان لا تتوقف في السيطرة على الجغرافيا فحسب، بل في تصفية كل الرموز الوطنية التي ما بين حين وآخر تطل بشموخها من شرفة المراحل والازمنة.

كان على المؤتمر الوقوف اجتماعياً أو سياسياً بصدق إلى جوار ضباط وصف اللواء حفاظا على تماسكه، ولو من قاعدة "رد الجميل"، فقد كان عناصر المؤتمر طوال فترة حرب اللواء مع مليشيات الحوثي وبالتحديد في الحجرية تعيش بسلام وأمان لكل من لم يمسك السلاح، ضمن مبدأ التعايش والتماسك المجتمعي الذي كان يؤمن به ويجسده العميد (رحمة الله تغشاه).

كان على الاشتراكي والناصري أن يكونا قدر المسؤولية أمام الرموز الوطنية ولو لمرة في تاريخهما الحديث، لعل موقفا واحدا يأتي مؤخراً قد يكون سبباً في ايقاف دوامة الصراع، بدلاً من المزايدة والمُواربة خلف اسماء المناضلين وعناوين الأحرار.

في معركة اليوم.. أيقنت أن الجميع سقط، بينما وقف اللواء، فمهما كانت الظروف المحاطه به، سيكون القضية والمشروع، ولا عزاء لكم في فقدان كرامتكم.