محمد عبدالرحمن
"تزكية من السيد" بكاء من العراق يحكي قصة صنعاء مع الشيطان "الحوثي"
طالبة عراقية تحصد المركز الأول على دفعتها في الكلية قسم الفيزياء، تظهر على إحدى القنوات تتحدث والدمع في مقلتيها أمواج من الوجع والألم والقهر على وضعها الصعب، ذهبت تطرق أبواب الجامعات للعمل لكنها قوبلت بالرفض، فقط جامعة إسلامية واحدة وافقت على توظيفها لكن بشرط إحضار تزكية من السيد.
العراق اليوم يعيش حالة الفوضى وتسيد العمائم السوداء المذعنة لطهران، التي تخضع الناس لطاعتها بالقوة، وأي مجتمع يعيش في هذه الحالة ويمكنه أن يحقق لنفسه الحرية والاستقلال والكرامة..!
أشعلت تلك الطالبة النار في أحشائي ونحن نعيش مرحلة البدايات الأولى للتطويع والتركيع الذي يغدقه عبدالملك الحوثي على اعناقنا بقوته وسلاحه وخبثه، يريد لنا أن نركع له ونعيش على نمطه وتحت رحمته وكنفه، يريد أن نتوسله التزكيات من أجل أن نكون خدماً له وفي طاعته، ويريد أن يصبح نسخة من عمائم طهران في العراق، وأن نكون نسخة من العبيد الذين يركعون بإيمان مطلق.
في صنعاء كما في كربلاء، إذا قابلت عبدالملك الحوثي فقد حققت لنفسك مكانة ورفعة وامتلكت شرفا كبيرا لا يمكن لغيرك أن يناله، هكذا تعبئ حاشية الحوثي الناس التي تقابله وخاصة إذا كانت من الوجاهات والشخصيات العامة، يوهمون الناس أن الحديث مع عبدالملك أو مقابلته إنما اصطفاء يجب أن يكون في مقام القداسة.
في دويلات عمائم طهران لا نظام ولا قانون ولا دستور يحتكم إليه الناس، يكفي إذا أردت أن تتوظف بدلاً من الشهادة الجامعية أن تحصل على تزكية من "السيد"، هي أعظم من شهادتك وخبراتك، وإذا أردت أن تحصل على أبسط حقوقك في حدودها الدنيا، يرتبط ذلك بمدى رضا "السيد" وحاشيته عنك وعن خضوعك واذعانك له، إنها حالة من جعل الناس عبيداً في زمن الحرية.
تبكي الطالبة العراقية وهي على باب "السيد" منتظرة كرمه عليها وتكرمه بمنحها تزكية من أجل أن تتوظف، في مشهد يفوق على الوصف، وهذا المشهد هو ما يحدث وسيحدث ويتكرر في صنعاء، لكن لا وجود للقنوات التي تنقل توسلات الناس "للحوثي" ليمنحهم الحياة والغذاء والدواء، بعد أن سلبهم كل شيء، تبكي صنعاء على حالها المؤسف وهي ترى بغداد قد شبعت موتاً من البكاء.
المعركة تكون هي أشرف وأقدس ما يقوم به الإنسان اليمني في مواجهة "الحوثي"، والموت في قتاله هو أشرف وأقدس وأعظم ما يمكن لشخص أن يقدم روحه في سبيل حرية الآخرين وكرامتهم التي يحاول ذلك الشيطان الأرعن المعمم بالعمالة لإيران أن يسلبها منهم ويجعل الجميع في طور خدمته وطاعته.