بالقوة المسلحة والأداء السياسي انتصر الجنوب على الحوثي والإخوان.
فماذا يمثل وزراء الشمال؟
الحوثي مسيطر، والإخوان معهم طربال في الحوبان وهزائم في الجوف ونهم ومارب.
ما لم يصحح الشمال وضعه، فسينتهي ككيان.
إما حماية مأرب وتحرير تعز والحديدة وإلا سنصبح مثل فلسطينيي 48.
كل ما يحتاجه الشمال جبهات حرب تستعيده من الحوثي.
ولم يظهر هذا الاحتياج في تشكيل الحكومة إطلاقاً.
الشمال مسقط من شرعية هادي والإخوان منذ اليوم الأول لاستلامهم الحكم..
منذ اللحظة الأولى لهيكلة الجيش وإعلان حياده في مواجهة حروب الحوثي..
موجع حالنا يا أصحابنا..
ركبت لنا هذه الشرعية طوطم سموه "الوحدة" لتغطي حروبها ضد الجنوب وتواصل احتقارها للشمال.. هي تعلم أن حديث الوحدة بدون شمال مثل دعاء صاحب البلاد لله يرزقه ولد وهو مش متزوج. تعلم ذلك يقيناً.
وبدلاً من تحويل ذلك عقيدة شمالية للحرب ضد الحوثي، رفعت الطوطم وخرابات الشمال الهالكة والانتهازية سارت بعدها..
لأجل مصالح شخصية وبقصور نظر وهزال في التفكير، كلهم قالوا بعدها: بعاع.
تخيلوا يقولون اليوم حكومة مناصفة شمال وجنوب.. فين هو الشمال؟
طلعوا كم اسم، علاقتهم بالناس والأرض شمالاً مثل علاقة وكيل شركة انتهت بسبب خلاف الورثة وهو لا يزال محتفظاً بلافتتها ودفاترها..
وسموهم حصة الشمال.
حصته في ماذا؟
حصته من ماذا؟
حصته أين؟
حصته لأجل ماذا؟
الشمال بين نازح داخل وخارج البلاد أو مقاتل في الجبهات أو حوثي.. فماذا تمثل حصته هذه داخل الحكومة؟
سيرتدي هؤلاء بدلات الواحدة منها تكفي مصاريف عائلة نازحة لستة أشهر.
وسيركبون سيارات مصفحة مع أنهم لا يعرفون الجبهات ولا يتحملون غبار أقدام المجاهدين فيها.
وستتحرك أرصدتهم في البنوك، فيما يدفع المواطن دم قلبه مناصفة ليحول لأولاده 100 ألف ريال إلى بعض تعز ومارب التي ترزح تحت حكم الإمامة.
كل يوم بل كل ساعة يعصر الحوثي كبد الشمال، مغيراً في كل مدرسة ومسجد وشارع وشعار.. فماذا ستفعل حصة الشمال في هذه الحكومة؟
سأتمنى أن يدركون الحال..
وأن تبدأ معركتنا شمالاً، وهي معركة كبيرة السلاح أقوى حاجتها ولكنها لا تستثني شيئاً، وتحتاج حتى اللغة والمفردات.. تحتاج هُوية من دين ووطن..
هي معركة وجودية وليست مجرد صراع سياسي..
لك الله يا بلاد المواجع..!