محمد عبدالله القادري

محمد عبدالله القادري

الانتقالي الوحدوي والشرعية الانفصالية

Saturday 23 January 2021 الساعة 10:30 am

الانفصالي الحقيقي هو الذي يستخدم أساليب استفزازية ويتعامل بطرق يدفع الآخرين نحو الانفصال، حتى وإن كان يدعي أنه وحدوي.

فادعاؤه ليس إلا وسيلة خداع يسخر فيها الوحدة لخدمته وحده كطرف ويقصي بها الآخرين.

أثبت المجلس الانتقالي انه وحدوي من خلال مشاركته في تحرير الكثير من مناطق الشمال، ودعوته المتكررة لتحرير صنعاء، وقبوله باتفاق الرياض، وقبوله بعدة أطراف مناهضة للحوثي.

وأثبتت الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح المتحالف مع بعض شلل بأنها انفصالية من خلال سعيها لإعاقة توحد كل الأطراف ضد الحوثي، وتعاملها بشكل شللي وحزبي يلغي ويقصي الآخرين ولا يقبلهم، وتركيز همها للسيطرة على المناطق المحررة وتخليها عن التوجه لتحرير صنعاء وما لم يتحرر.

في حين تم تشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن، يكتب عادل الشجاع مقالاً عنوانه الانتقالي باع القضية الجنوبية بثمن بخس وتنشره مواقع الشرعية التابعة للإصلاح ورئيس الجمهورية.

أسلوب استفزاز لإعاقة التقارب مع الانتقالي ودفعه نحو الانفصال.

الانتقالي إن تقارب للحل المنصف ليوحد الصف ضد الحوثي في ظل شراكة للجميع، قالوا باع القضية الجنوبية، 

وإن تحدث عن القضية الجنوبية، قالوا انفصالي يدعو للتقسيم.

في حين ظهر محافظ عدن لملس، ليعبر عن موقف الانتقالي الرافض لأي ممارسات عنصرية أو مناطقية أو تضر بالشماليين في الجنوب.

يكتب الاستاذ العزيز فتحي بن لزرق مقالاً بعنوان ثورة ضد الجنوب ينتقد قبول الانتقالي بأطراف شمالية مناهضة للحوثي في عدن وهذا في الأساس تحريض ضد أبناء الشمال، أما أبناء الجنوب فلم يكن الانتقالي ضدهم، لم يكن ضد أبناء حضرموت ولا شبوة ولا أبين، هو فقط ضد الإخوان ومن يتحالف معهم وهؤلاء هم ضد الجنوب والشمال وتحالفهم من اجل مغنم وليس من اجل البلد.

تتعامل الشرعية بشكل انفصالي يكرس التفرقة والانشقاق ويعيق التوافق والتقارب، لأنهم يرون ذلك خطرا عليهم، كونهم يرون السلطة كمجرد كعكة يجب ان تكون لطرف محدد وشلة معينة، ولم ينظروا لها كدولة يجب ان تحتضن الجميع ويتنافسوا لبناء بلد ويحرروه من الإرهاب الحوثي.

بعد استفزاز الانتقالي والانقلاب على اتفاق الرياض من قبل الشرعية.. فلا لوم على الانتقالي إذا اتخذ أي ردة فعل، ولكن اللوم على الشرعية.

أما الانتقالي فثقوا كل الثقة أنه وحدوي وممكن يقبل بالشراكة وهو أقرب للتقارب والقبول بالآخرين أكثر من شرعية حزب الإصلاح والشلة المتحالفة معه، فأولئك يرون أن التقارب مع الحوثي ضد الأطراف الأخرى أفضل من التقارب مع تلك الأطراف ضد الحوثي.