محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الهجرة إلى تخوم الضوء.. مقاتل يسند بندقيته في معركة فوضوية

Sunday 31 January 2021 الساعة 09:34 am

هم القادمون من وحلٍ ماضوي، حيث الولادة من النار تشعل فكرة التطرف والإرهاب عقيدة يمشي عليها كل من لامس شرارة التدين بلا عقل، من صعدة حيث تسكن روح الرعوي الذي يعشق مزرعته وتدلي أغصان رمانها على جنبات الطريق، خرج الشيطان "الحوثي" يلعق بندقيته ويتطاير منه شرر الموت، فأحرق كل شيء أمامه. 

عندما يعتقد الشيطان "الحوثي" أن ممارسة الإرهاب سوف يجعل من المؤمن بجنته ومزرعته وبيته وأطفاله، مسخاً مثله، مذعناً لأسمال التطرف الذي ينشره بين مواليه، فهو كمن يظن أن السراب ماء نبع أرسله الله لإنقاذه من العطش، لا يقبل الرعوي أن يجعل من مزرعته فاكهة للشيطان، إلا إذا استقوى الشيطان بالنار، وهنا نتحدث عن القبول الطوعي لا الإكراه.

سلبه مزرعته وهدم ثلاث غرف للنوم ومطبخاً كان بيتاً يأوي أطفاله وأحلامهم الزهيدة، عندما رفض الرعوي الصعداوي أن يحمل فكرة الإذعان والعبودية التي يسوّقها الشيطان "الحوثي" من أجل جمع الكثير من الأتباع الغاوين وتنفيذ خططه الجهنمية للانتقام من نعمة الله التي جعلها في قلوب من يشاء. 

بعد أن رأى نفسه بلا شيء، لا بيت ولا مزرعه، كان فقط يمتلك قلباً جعله منزلاً لأطفاله، ومكاناً يلتجأون إليه من إرهاب الشيطان، حمل قلبه وترك صعدة، وأخذ يتنقل من قرية لأخرى ومن مدينة لأخرى، ومن ثم جبهة لأخرى ومن معركة لأخرى يبحث عن فرصة لاستعادة حقه وأمان أطفاله، كما الذي يتنقل بين وهاد الظلام باحثاً عن تخوم الضوء لعينيه المنطفئة. 

المعركة في سبيل العودة إلى مصاف الحق، والنزول عند رغبة التعايش بين مختلف الرؤى والأفكار المبنية على المنطق وحرمة الإنسان، هي معركة تنحتها أجساد المقاتلين على صخور الجبال، وتصنع منها لوحة لا يمكن أن تكون إلا شاملة لكل الناس وحياتهم بسلام، وكل ما يريده الشيطان "الحوثي" هو تمزيق تلك اللوحة وإركاع الناس وسلبهم السلام. 

واليوم في هذه الفوضى المزروعة بإتقان في المعارك، كان للشيطان "الحوثي" معاونوه، اعتقد الناس أنهم في مواجهة معه، لكن النهاية كانت قاسية على تلك الدماء التي سالت ظلماً، عندما ظهرت جماعة "الإخوان" خدماً للشيطان تفسد كل معركة ضده، وتطعن كل مقاوم لفكرة الطغيان، وتهدم كل وسيلة للعبور نحو الضوء، في هذه الفوضى يدرك مقاتل الضوء أن المعركة تشمل الشيطان وخدمه أياً كانوا 

من يستند إلى بندقيته هو العائد إلى بيته ومزرعته حاملاً كرامته وشرفه، لا يقف أمامه شيء، يعرف معركته الحقيقية من بين كل معارك الفوضى المفتعلة من خدم الشيطان ومعاونية في "الشرعية" التي أخمدت جذوة المعارك بفسادها المهول، لكنها عجزت عن إطفاء أو إخفاء ما تبقى من الضوء في قلوب المقاتلين الذين أسندوا بنادقهم سواعدهم من أجل العودة بكرامة.