كل هذه المصائب والطامات والمشاكل والجرائم التي تحل في اليمن حالياً سببها حدث 11 فبراير في عام 2011 الناتج عن ما يسمى بالربيع العربي.
ومنذ عشر سنوات حتى اليوم واليمن تعاني من الفوضى والاختلال والصراع الذي أحدثته تلك الأزمة وتتجه من سيئ إلى أسوأ.
كل الثورات في العالم تنقل البلدان إلى وضع أفضل وأحسن، إلا ثورات ما يسمى الربيع العربي، فقد جاءت لنقل المنطقة العربية من الأحسن إلى الأسوأ ومن الأمام إلى الخلف، لأنها ناجمة عن مخطط يستهدف الأمن والاستقرار والبناء والتنمية ليحقق الدمار والخراب والانفلات والصراع والتقسيم.
حدث 11 فبراير في اليمن يعتبر نكبة وإرهاباً أنتج ثورة مضادة.
نكبة: حلت على اليمن واليمنيين اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وقادتهم نحو المعاناة المعيشية وغيبت الخدمات وأفقدت الدولة وأضعفتها وأزاحت النظام والقانون وعطلت الدستور وطمست الديمقراطية.
إرهاب: وسع انتشار الإرهاب داخل اليمن وفتح المجال لتكثيف العمليات الإرهابية وتمدد الفكر المتطرف.
ففي عام 2011 تم استهداف مسجد النهدين لاغتيال رئيس الدولة وقيادات الحكومة وقت صلاة الجمعة، في عمل إرهابي لم تشهده اليمن من قبل، ثم أقام شباب الساحات الولائم والذبائح وأطلقوا الألعاب النارية ابتهاجاً بهذه الجريمة في حادثة تؤكد تجردهم من الأخلاق والقيم والخصال النبيلة بل من الإنسانية.
ثم انتقلت اليمن لمرحلة توسع النشاط الإرهابي من خلال سيطرة تنظيم القاعدة على أبين ثم حضرموت وتقدم ميليشيات الحوثي الإرهابية لتسيطر على عدة محافظات يمنية وتفجر المساجد وترتكب أبشع الجرائم ولا يزال إرهابها مستمرا حتى يومنا هذا.
ثورة مضادة: لم تكن فوضى 11 فبراير كثورة شعبية تخدم الوطن والجمهورية والشعب، بل كانت بمثابة ثورة مضادة على ثورة 26 سبتمبر لتسقط الجمهورية وتقضي على أهداف الثورة الخالدة لتعيد اليمن إلى ما قبل خمسين عاماً.
كان الحوثي محاصراً في كهف مران، ثم جاءت فوضى عام 2011 لتجعله شريكاً لها وتسلم له محافظة صعدة ثم فتحت له المجال للتقدم نحو دماج وعمران أثناء الجلوس معه والانشغال بمؤتمر الحوار، ثم انسحبت من مواجهته وسلمت له صنعاء وبقية المحافظات ليعلن عن تحقيق نكبة 21 سبتمبر 2014 التي ولدت من رحم نكبة 11 فبراير 2011.
وهنا تظهر النكبتان بمثابة ثورة مضادة للثورتين سبتمبر وأكتوبر.
فثورة 26 سبتمبر تعتبر الثورة الأم والتي ولدت من رحمها ثورة 14 أكتوبر.
ولكن نكبة 11 فبراير تعتبر النكبة الأم والتي ولدت من رحمها نكبة 21 سبتمبر عام 2014.
اليوم ونحن نواجه الحوثي الذي يعتبر عدواً لكل اليمنيين وتسانده إيران عدو كل العرب، ما نريده هو أن يعترف أصحاب نكبة 11 فبراير بغلطتهم وبخدمتهم الكبيرة التي قدموها للحوثي الذي أصبح المستفيد الوحيد من هذه النكبة كما أصبحت إيران المستفيد الأكبر من فوضى الربيع العربي في المنطقة، على أن يقدموا اعتذارهم للشعب ولليمن على هذا الخطأ الكبير الذي اقترفوه بما يؤدي لتوحيد الصف ضد الحوثي وفتح صفحة جديدة بين كل الأطراف المناهضة للحوثي لكي نتمكن من تحرير اليمن كاملاً واستعادة الدولة والقضاء على هذه الميليشيات الإرهابية، لا أن يظلوا في ظلالهم ويؤكدوا تمسكهم بهذه النكبة ليثيروا الخلاف الداخلي بين الاطراف المناهضة للحوثي ويشعلوا معركة داخلية تحرف المسار الإعلامي والجماهيري والشعبي عن اتجاه الحوثي.
فاحتفالهم بهذه النكبة هو احتفال بشراكتهم مع الحوثي الشريك في صنعها ولن يستطيع أحد إلغاء شراكته فيها كما لا يستطيع أحد إنكار استفادته الكبرى منها.
اعترفوا بأخطائكم، فليس العيب أن تعترفوا بالخطأ، ولكن العيب إصراركم عليه.