الكشف عن مصنع حوثي للمخدرات.. إيران تنقُل محور "الكبتاجون" من سوريا ولبنان إلى اليمن

السياسية - منذ 7 ساعات و 41 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

كشف تصريحات لمدير أمن العاصمة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، عن وجود مصنع لإنتاج الحبوب المخدرة في محافظة المحويت الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وقال الشعيبي في كلمة له بمناسبة تدشين أسبوع التوعية بالمخدرات، بأن المصنع الذي تديره قيادات بمليشيا الحوثي الإرهابية يشبه مصانع المخدرات التي كانت موجودة في سوريا بعهد نظام بشار الأسد.

الشعيبي أشار إلى أن هذا الكشف جاء من خلال التحقيق مع أحد المضبوطين من قبل إدارة الأمن بتجارة المخدرات ويحمل جنسية إحدى الدول العربية، وسط ترجيحات بأنها "لبنانية".

مدير أمن عدن، أكد بأن المصنع يُعد جزءا من شبكة تهريب وتجارة مخدرات تديرها المليشيا الحوثية لتمويل عملياتها العسكرية، مشيراً إلى أن الحبوب المخدرة يتم تهريبها إلى المحافظات المحررة، إضافة إلى المملكة العربية السعودية، ودول الخليج.

لافتاً إلى أن أجهزة الأمن في عدن احبطت خلال الأشهر الماضية عدة عمليات تهريب لحبوب مخدرة مصدرها مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، في ظاهرة وصفها بـ"الخطيرة والممنهجة".

وتُعيد تصريحات مدير أمن عدن، إلى المشاهد التي تابعها العالم في الأيام والأسابيع التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، والمتعلقة بمصانع إنتاج حبوب مخدر "الكبتاجون" بكميات ضخمة.

الأسد الذي مثل أحد أهم اركان مشروع إيران بالمنطقة، كان قد نجح في تحويل سوريا إلى أكبر دولة منتجة ومصدره لهذا المخدر، وبنسبة وصلت إلى 80% من حجم الإنتاج العالمي بحسب تقارير دولية، أكدت أيضاً إن أرباح نظام الأسد من ذلك كان تتجاوز الـ 5 مليار دولار سنوياً.

 تصدر نظام الأسد لإنتاج مخدر "الكبتاجون" جاء بدعم وإشراف من قبل عناصر حزب الله اللبناني الذراع الأهم لطهران في المنطقة، وكان له السبق في هذا المجال منذ عام 2006م، لينقل خبراته في هذا المجال إلى نظام الأسد.

وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن 82 في المئة من حبوب الكبتاغون المضبوطة في منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2019 و 2023 كان مصدرها سوريا، يليها لبنان (17%).

وتعد تجارة المخدرات واحدة من أهم مصادر التمويل لأنشطة النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة، في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأمريكية والدولية التي تستهدف تجفيف مصادر تمويل النظام وأذرعه.

وفي هذا السياق، تؤكد تقارير دولية على أن إيران تُعد واحدة من أهم مصدري المخدرات في العالم، وتحديداً مخدر "الأفيون" الذي يتم زراعته في أفغانستان المجاورة والخاضعة لحكم حركة طالبان المتشددة، ورغم العداء العقائدي بين الطرفين، إلا أن إيران تُعد محطة تصدير لأفيون أفغانستان.

وإلى جانب الأسباب المالية، فإن تجارة المخدرات بالنسبة لإيران وأذرعها بالمنطقة هي أداة موجهة لاستهداف المجتمعات في الدول التي تسعى طهران لمد نفوذها إليها، وعلى رأسها دول الخليج العربي التي تُعد أهم أهداف لشبكات تهريب المخدرات الإيرانية وأذرعها.

ومع سقوط نظام الأسد في سوريا والضربات الموجعة التي تلقها حزب الله في لبنان، يبدو أن طهران قد اتجهت إلى نقل تجربتها في إنتاج وتجارة المخدرات وبخاصة مخدر "الكبتاجون"  إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.

وهو ما حذرت منه الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الارياني الذي أكد بأن مليشيا الحوثي تحاول تحويل اليمن إلى نقطة انطلاق جديدة لصناعة وتهريب المخدرات نحو السعودية ودول الخليج العربي.

وكشف الإرياني في هذا السياق قيام مليشيا الحوثي بتحويل "جزءا من مصانع الأدوية في صنعاء إلى معامل لإنتاج الكبتاجون، في جريمة مركبة تجمع بين انتهاك مقدرات الشعب اليمني واستخدامها كوسيلة لتمويل أنشطتها الإرهابية"، حد قوله.