تصاعد التوتر بين "النخبة الحضرمية" وحلف القبائل وسط تحذيرات من انفجار الوضع
الجنوب - منذ 6 ساعات و 47 دقيقة
تشهد محافظة حضرموت منذ أيام أجواء مشحونة توحي بإمكانية انزلاق الوضع نحو مزيد من التعقيد، في ظل تبادل البيانات والتصريحات بين قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، وحلف قبائل حضرموت، على خلفية ما اعتبرته الأخيرة محاولة "اقتحام مسلح" لإحدى مناطقها شرق غيل بن يمين.
ويأتي هذا التطور ليعيد الجدل حول توازنات القوى في المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية، حيث يتقاطع النفوذ العسكري مع الهواجس القبلية، في مشهد يعكس هشاشة الاستقرار وغياب الثقة المتبادلة.
نشر حلف قبائل حضرموت تسجيلات مصورة وبيانًا على صفحته في "فيسبوك"، قال فيه إن قوة عسكرية كبيرة مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة حاولت اقتحام منطقة العكدة شرق غيل بن يمين، معتبرًا أن ذلك يأتي ضمن "مخططات لإثارة الفتن وخلق صراعات" في المنطقة.
وأشار الحلف إلى أن هذه التحركات "جرى التخطيط لها من معسكر الربوة في المكلا"، غير أن يقظة أبناء القبائل وتحركهم الفوري شكّلت –بحسب البيان– "السد المنيع الذي أجبر القوة على العودة من حيث أتت".
وأضاف الحلف أن تكرار مثل هذه الحوادث من شأنه أن "يفجر الموقف" ويفتح الباب أمام تداعيات خطيرة لا تُحمد عقباها، محملًا الجهات العسكرية المسؤولية عن أي انفلات قد تشهده المنطقة إذا ما تواصلت هذه التحركات.
في المقابل، نفت قوات النخبة الحضرمية بشكل قاطع صحة هذه الرواية، مؤكدة أن ما جرى "شائعات مغرضة" تهدف إلى ضرب الثقة بينها وبين أبناء المحافظة. وأوضح مصدر عسكري في بيان نشر عبر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية أن القوة التي شوهدت في محيط العكدة هي قوة تابعة للنخبة، وكانت تنفذ مهمة ميدانية مبرمجة مسبقًا ضمن خطة شاملة للتمشيط الأمني تغطي مختلف نطاقات حضرموت من السواحل حتى الهضاب.
وأشار البيان إلى أن الهدف من هذه المهام هو تعزيز الانتشار الأمني، تأمين الطرق الحيوية، ورصد أي تحركات مشبوهة أو محاولات تهريب وتسلل قد تهدد أمن المحافظة، مشددًا على أن القوات تعمل وفق خطط دورية وليست طرفًا في أي صراع محلي.
المصدر العسكري شدد كذلك على أن قوات النخبة "جزء أصيل من النسيج الاجتماعي الحضرمي"، وقد أثبتت خلال السنوات الماضية أنها "الضامن الأول للأمن والاستقرار"، بفضل تعاونها الوثيق مع المواطنين. واعتبر أن محاولات البعض تصويرها كأداة لإثارة التوترات هو "تشويه متعمد يخدم أجندات معادية لاستقرار حضرموت".
كما دعا المواطنين ووسائل الإعلام إلى تحري الدقة واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية، مؤكداً أن القيادة العسكرية مستعدة لتقديم التوضيحات بشأن أي تحركات ميدانية لضمان الشفافية وتعزيز الثقة المجتمعية.
وأشارت مصادر محلية في حضرموت إلى أن التوتر المتصاعد في المحافظة لا يقتصر على حادثة العكدة الأخيرة، بل يرتبط بشكل مباشر بالتحركات العسكرية التي يقوم بها حلف قبائل حضرموت خلال الفترة الماضية وإعلانه تشكيل أول لواء تابع له تحت مسمى قوات دفاع حضرموت.
وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة أثارت اعتراضات واسعة من قبل السلطات المحلية والعسكرية، التي اعتبرت تلك التشكيلات "خارجة عن إطار القوات المسلحة الرسمية"، محذرة من أن وجود قوى موازية خارج مؤسسات الدولة يهدد وحدة القرار الأمني ويفتح الباب أمام صراعات مسلحة داخلية.