الأمم المتحدة: اعتقالات الحوثي في صنعاء هجوم مباشر على المنظمة

السياسية - منذ 6 ساعات و 32 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:

تواصل ميليشيا الحوثي تصعيدها غير المسبوق ضد المنظمات الدولية وموظفيها، عبر موجة جديدة من الاعتقالات طالت عاملين في الأمم المتحدة، في خطوة تعكس توجهاً متعمداً لاستخدام ملف العمل الإنساني كورقة ابتزاز سياسي وأمني، مع التلويح باتهامات "التجسس لصالح إسرائيل" دون أي سند قانوني.

وقالت مصادر حقوقية وإعلامية إن الحوثيين اختطفوا مؤخرًا موظفين أمميين في صنعاء، بينهم مروان عبدالرحمن عبده أحمد الذي جرى اعتقاله من منزله أمام أطفاله، بعد أن قام المسلحون بالعبث بمحتويات المنزل ونهب بعض الممتلكات، فيما رفضت السلطات الحوثية إبلاغ أسرته عن مكان احتجازه. كما اعتقلت الجماعة عمار العنسي، مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عقب مداهمة منزله ومصادرة مقتنيات شخصية تخصه وأفراد أسرته.

هذه الانتهاكات جاءت بعد أيام من تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي كشف عن اقتحام الحوثيين في 31 أغسطس مكاتب تابعة للأمم المتحدة واعتقال ما لا يقل عن 19 موظفًا، لينضموا إلى عشرات آخرين محتجزين منذ 2024. وحذرت المنظمة الحقوقية من أن استمرار هذه الممارسات دفع بالفعل إلى تعليق بعض المساعدات الإنسانية، بما يهدد حياة الملايين من اليمنيين المعتمدين عليها في ظل أزمة معيشية خانقة.

الأمم المتحدة من جانبها جددت اتهامها لميليشيا الحوثي باحتجاز ما يقارب 40 موظفًا أمميًا تعسفياً، بعضهم منذ عام 2021، مؤكدة أن معظمهم محرومون من التواصل مع محامين أو عائلاتهم. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة تدين بشدة هذه الإجراءات وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بينهم موظفون من منظمات دولية ومحلية وبعثات دبلوماسية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عبّر هو الآخر عن "قلق بالغ" إزاء حملة الاعتقالات الجديدة، مؤكداً خلال لقاء في السعودية مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، أن احتجاز أكثر من 40 موظفًا أممياً يمثل تصعيدًا خطيرًا يقوّض الثقة في أي جهود سياسية أو إنسانية. فيما وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك هذه الإجراءات بأنها "هجوم مباشر على منظومة الأمم المتحدة"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.

وتتقاطع هذه التطورات مع سياق إقليمي متوتر، إذ واصلت ميليشيا الحوثي هجماتها الجوية باتجاه إسرائيل، كان آخرها استهداف مطار عبر طائرة مسيّرة، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن "أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة برمتها".

ويرى مراقبون أن الربط الحوثي بين اعتقال موظفي الإغاثة وبين الحرب في غزة يعكس سعي الجماعة إلى استغلال الأوضاع الإقليمية لتبرير قمعها الداخلي، وتقييد عمل المنظمات الدولية، وفرض وصايتها على المساعدات الإنسانية، في وقت يواجه فيه اليمنيون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.