إعلان حوثي بنفاد مخزون القمح رغم إمدادات روسية "مسروقة" من أوكرانيا

السياسية - منذ ساعتان و 59 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

كشف تحقيق أوروبي عن إمداد روسيا لمليشيا الحوثي بشحنات قمح مسروقة من أوكرانيا، في الوقت الذي زعمت فيه المليشيا مؤخرًا نفاد المخزون من هذه المادة في مناطق سيطرتها.

وكشفت شركة المحسن إخوان للتجارة، التي يديرها أحد القيادات الحوثية، في وثيقة رسمية صادرة عنها، نفاد مخزون القمح كليًا من مطاحن وصوامع البحر الأحمر بمدينة الحديدة، وتوقفها عن العمل.

وقالت الشركة، في مذكرة رسمية موجهة إلى القائم بأعمال وزير الصناعة في حكومة مليشيا الحوثي بتاريخ 22 أكتوبر الجاري، إنها سبق أن نبهت إلى قرب نفاد المخزون وضرورة السماح بدخول شحنات جديدة، متهمة الوزارة الحوثية بتجاهل تلك التحذيرات، ومشيرة إلى أن "المخزون نفد كليًا يوم أمس (21 أكتوبر الجاري)، وتوقفت المطاحن اليوم بشكل كامل"، محملة الوزارة كامل المسؤولية.

هذا الإعلان الحوثي بنفاد مادة القمح أثار شكوك عدد من الناشطين والمهتمين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا عدم صحة ذلك.

المحلل الاقتصادي رشيد الأنسي أكد، في تعليق له على الوثيقة في حسابه بمنصة "فيسبوك"، أن كميات كبيرة من مادة القمح وصلت إلى ميناء الصليف الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي من عدد من التجار، مؤكدًا أن هذه الكميات تكفي احتياج مناطق سيطرة المليشيا لعدة أشهر، معتبرًا أن إعلان المليشيا نفاد مخزون مادة القمح مجرد تضليل.

اللافت أنه بعد مرور يوم واحد فقط من إعلان مليشيا الحوثي نفاد مخزون القمح، كشف تحقيق أوروبي عن تزويد روسيا بكميات من الحبوب (القمح) من شبه جزيرة القرم التي تحتلها في روسيا إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.

وكشفت تحقيقات فريق منصة Bellingcat للصحافة الاستقصائية، ومقرها هولندا، عن استمرار سفن شحن روسية في تهريب الحبوب إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، عبر التحايل على العقوبات الغربية من خلال تضليل بيانات رحلات هذه السفن.

إحدى هذه السفن تُدعى "إيرتيش"، كشف التحقيق أنها عطّلت نظام تتبع موقعها في طريقها من وإلى ميناء سيفاستوبول في جزيرة شبه القرم الأوكرانية، حيث أشار التحقيق إلى أن السفينة حملت كميات من "القمح المسروق" من ميناء سيفاستوبول أواخر أغسطس الماضي، ورست مطلع سبتمبر في ميناء جيبوتي للحصول على تصريح من آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM).

وأضاف التحقيق أن السفينة غادرت ميناء جيبوتي ورست في ميناء الصليف، الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، في 10 سبتمبر، وظلت فيه لعشرة أيام لإفراغ حمولتها، لتعود أدراجها إلى ميناء سيفاستوبول في 18 أكتوبر الجاري.

أما السفينة الثانية، التي كشف عنها التحقيق وتُدعى "ماتروس بوزينيتش"، فلا تزال راسية في ميناء الصليف بالحديدة منذ 14 أكتوبر وحتى لحظة نشر التحقيق (23 أكتوبر).

فيما السفينة الثالثة، وتُدعى "زفر"، فقد حملت كميات من الحبوب المسروقة من شبه جزيرة القرم، وترسو حاليًا قبالة ميناء الإسكندرية في مصر، ويتوقع التحقيق أن تُبحر نحو ميناء الصليف بعد المرور على ميناء جيبوتي للخضوع للتفتيش الأممي.

يُذكر أن السلطات الأوكرانية كانت قد اتهمت روسيا عام 2022 بسرقة 500 ألف طن من القمح من المناطق التي تحتلها، وقالت إن موسكو زودت منها نظام بشار الأسد حينها بنحو 100 ألف طن.

وفي أواخر عام 2024، كشفت المنصة الهولندية نفسها Bellingcat عن غضب أوكراني من قيام سفينة روسية بشحن كميات من القمح الأوكراني المسروق إلى مليشيا الحوثي في اليمن للمرة الثانية خلال أشهر.