تأهيل تمهيدًا للدمج في المجتمع.. مسار وطني لإصلاح نزلاء السجون في عدن

السياسية - منذ 3 ساعات و 15 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

تتواصل الجهود المؤسسية في العاصمة عدن الهادفة إلى تعزيز برامج التوعية والتأهيل داخل السجون، باعتبارها ركيزة أساسية في مسار إعادة دمج النزلاء في المجتمع. هذه التحركات تعكس إدراكًا متناميًا لأهمية التكامل بين مؤسسات الدولة والمنظمات العاملة في المجالين الديني والاجتماعي، في سبيل تحويل السجون من أماكن للعقوبة إلى منصات لإصلاح الإنسان وإعادة تأهيله كعضوٍ منتجٍ وصالح في المجتمع.

وشهدت عدن، الثلاثاء، ورشة عمل حول "التوعية والتأهيل في السجون وفرص التكامل المؤسسي"، نظمها قطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد تحت شعار (معًا من أجل إصلاح فعّال وإعادة دمج مجتمعي ناجح)، بمشاركة أكثر من 60 مشاركًا يمثلون 20 جهة حكومية ودولية معنية.

وتهدف الورشة إلى تحليل واقع برامج التوعية والتأهيل في السجون وتحديد أبرز التحديات، وتعزيز مفهوم التوعية الشاملة الدينية والنفسية والطبية والقانونية والاجتماعية، ودورها في الإصلاح الفكري والسلوكي للنزلاء، إلى جانب تطوير برامج التعليم والتدريب المهني التي تسهم في إعادة دمجهم في المجتمع، وضمان استدامة التكامل المؤسسي بين الجهات الحكومية والمدنية العاملة في هذا المجال.

ويناقش المشاركون على مدى يومين أربعة محاور رئيسية تتناول واقع برامج التأهيل، والتوعية الشاملة في إصلاحيات السجون، وبرامج التعليم ومحو الأمية والتدريب المهني، وآليات التكامل بين الجهات الحكومية لضمان استدامة هذه الجهود.

معركة وعي وبناء

وتعليقًا على الورشة أكد وزير الأوقاف والإرشاد محمد بن عيضة شبيبة أن تنظيم هذه الورشة يأتي امتدادًا لمسيرة العطاء التي تنتهجها الوزارة في تعزيز رسالة التوعية الدينية والاجتماعية. موضحًا أن الوزارة تولي ملف السجون اهتمامًا خاصًا لما يمثله من ميدان حيوي لمعركة الوعي وبناء الإنسان السويّ.

وقال شبيبة: "لقد جاءت هذه الورشة لتؤكد حرص قيادة الوزارة على أن تكون عدن وعموم المحافظات المحررة في مقدمة الاهتمام والرعاية، ولتجديد العهد بأننا نقف خلف كل جهدٍ يعلي من شأن الإنسان وقيمه، ويُسهم في إعادة تأهيل النزيل وتمكينه من الاندماج في مجتمعه بروح إيجابية، بعيدًا عن الأفكار الهدامة والانحرافات السلوكية."

وأضاف الوزير أن قطاع السجون يشكل أحد أهم ميادين الوعي، داعيًا إلى تكاتف الجهود الدينية والأمنية والمجتمعية لتعزيز قيم الاعتدال والتصالح مع الذات وبناء الإنسان السوي، مشيرًا إلى أن الوزارة ستواصل دعم وتوسيع برامج التأهيل والتوعية لتشمل جميع السجون في المحافظات المحررة.

أبواب أمل للنزلاء

من جانبه، أوضح نائب وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ أنور العمري أن الوزارة تولي التوعية الدينية الصحيحة عناية خاصة، كونها الأساس في إصلاح السلوك وتقويم الفكر، مشددًا على أن برامج التأهيل في السجون تمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الأفراد والمجتمع.

وأشار العمري إلى أن وزارة الأوقاف والإرشاد تعمل على توسيع برامج التأهيل المهني والتقني بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، لتمكين النزلاء من اكتساب المهارات التي تفتح أمامهم أبواب الأمل والعمل بعد الإفراج، مثمنًا جهود المشاركين في إنجاح هذه الورشة.

كما أكد مدير عام الشرطة في عدن، اللواء الركن مطهر الشعيبي، أهمية الدور الذي تضطلع به وزارة الأوقاف والإرشاد في دعم برامج التوعية داخل السجون، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل نموذجًا وطنيًا للتكامل المؤسسي بين الأمن والإرشاد لخدمة المجتمع وإصلاح أفراده.

وأشاد العميد عبدالوهاب شكري ممثل مصلحة السجون بجهود الوزارة وقطاع الإرشاد في تنفيذ برامج نوعية تسهم في تقويم سلوك النزلاء وتحسين بيئة الإصلاحيات، داعيًا إلى توسيع الشراكات بين المؤسسات والمنظمات لتعميم هذه التجربة الرائدة.