رغم استقرار سعر الصرف.. عودة ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية في المكلا

إقتصاد - Friday 31 October 2025 الساعة 05:55 pm
المكلا، نيوزيمن، خاص:

عاد شبح الغلاء ليضرب موائد المواطنين في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مع تسجيل ارتفاع جديد في أسعار الخبز والمواد الغذائية الأساسية خلال الأيام الأخيرة، رغم استقرار سعر صرف الريال اليمني عند حدود 425 ريالاً للدولار الواحد في مناطق الحكومة الشرعية.

وقال مواطنون في أحاديث متفرقة لـ "نيوزيمن" إن العديد من الأفران في المدينة رفعت سعر الروتي والرغيف الواحد بنسبة تتراوح بين 20% و30%، في حين شهدت أسعار السلع الغذائية – مثل الدقيق والزيت والسكر والأرز – زيادات ملحوظة تراوحت بين 10% و25% مقارنة بالشهر الماضي.

وأرجع أصحاب المخابز الزيادة إلى ارتفاع الدقيق مؤكدين أن "تكلفة الإنتاج باتت تفوق الأرباح اليومية، ما اضطرهم إلى رفع الأسعار لتغطية النفقات".

وقال المواطن يسلم حمود لـ"نيوزيمن" أفران منطقة فوة بدأت رفع أسعار الروتي من 60 ريال للقرص الواحد إلى 80 ريال، مع تصغير الحجم بشكل ملحوظ ، موضحًا أن أصحاب الأفران يتحججون بأن سبب الزيادة ارتفاع تكاليف شراء المواد الخام من دقيق وغيره، وإيضا عدم تخفيض أسعار إيجار المحال التجارية ارتفاع الضرائب والرسوم الخدماتية الحكومية.

غير أن مراقبين اقتصاديين اعتبروا أن هذه المبررات "غير واقعية"، خاصة في ظل استقرار سعر صرف الريال خلال الأسابيع الماضية، مرجحين أن يكون السبب الحقيقي هو غياب الرقابة التموينية، واستمرار الفوضى السعرية في الأسواق.

ويقول صاحب محال مواد غذائية في المكلا لـ"نيوزيمن" ان أسعار المواد الغذائية بدأت بالإرتفاع التدريجي منذ نحو أسبوعين، وأن تجار الجملة يبررون الارتفاع بأنه هناك زيادة سعرية في الجمارك والضرائب، موضحين أن الزيادة ملحوظة وكبيرة مثلًا في الزيوت والأرز والسكر والدقيق باقي المواد الاستهلاكية حتى في الدجاج المجمد والبيض". 

وأشار الباحث الاقتصادي أصيل مزاحم في تصريح لـ "نيوزيمن" أن "الأسواق في حضرموت، خصوصاً المكلا، تشهد موجة غلاء مفتعلة"، مضيفاً أن "استقرار الصرف لم ينعكس على الأسعار بسبب غياب آليات الضبط والمساءلة، واستمرار الاحتكار من قبل كبار التجار الذين يتحكمون في سلاسل التوريد".

ويعاني المواطنون في المكلا من تراجع القدرة الشرائية وتآكل الدخل الشهري في ظل غياب رواتب منتظمة وارتفاع تكاليف المعيشة، بينما يطالب ناشطون محليون السلطات المحلية ووزارة الصناعة والتجارة بسرعة التدخل لضبط الأسعار ومنع جشع التجار، وإعادة تفعيل دور الأجهزة الرقابية لضمان توفر السلع بأسعار مناسبة.

وأكد عدد من الأهالي أن "رغيف الخبز بات رمزاً للأزمة المعيشية"، معبرين عن استيائهم من "تجاهل السلطات لمعاناتهم اليومية"، في وقتٍ يعيش فيه اليمنيون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.