البيضاء.. نزيف قبلي متصاعد وسط اتهامات للحوثيين بتأجيج الصراع

الجبهات - منذ ساعة و 54 دقيقة
البيضاء، نيوزيمن:

شهدت محافظة البيضاء وسط اليمن، تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف القبلية، بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين أسرتي آل علي سعيد والجوابرة في قرية بني زياد قرب مدينة رداع، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر 40 شخصًا منذ اندلاعها مطلع الأسبوع الجاري.

وأوضحت مصادر محلية أن الاشتباكات التي بدأت يوم الاثنين الماضي ولا تزال مستمرة بشكل متقطع، واستخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، ما تسبب في نزوح عشرات الأسر وتضرر عدد من المنازل، فضلًا عن إغلاق المدارس وتوقف الأنشطة اليومية في المنطقة، وسط حالة من الخوف والترقب بين السكان.

وبحسب آخر الإحصاءات المحلية، فقد بلغت حصيلة الضحايا حتى مساء الأربعاء 15 قتيلاً و32 جريحًا، في حين تعود جذور النزاع إلى خلاف ثأري قديم بين الأسرتين تطور إلى مواجهات مسلحة بعد فشل جهود الوساطة.

اتهم سكان محليون ووجهاء من المنطقة ميليشيا الحوثي بالوقوف وراء تصاعد النزاعات القبلية في المحافظة عبر التغاضي عن الاشتباكات وعدم التدخل لوقف القتال رغم سيطرتها الأمنية الكاملة على المنطقة، بل وتقديم الدعم غير المباشر لبعض الأطراف لتأجيج الصراع.

وأشار الأهالي إلى أن السلطات الحوثية لم تتخذ أي إجراءات فعّالة لاحتواء الموقف، واكتفت بإرسال وسطاء دون صلاحيات حقيقية، معتبرين أن هذا التجاهل يأتي ضمن سياسة تهدف إلى إضعاف القبائل واستنزافها داخليًا لضمان خضوعها للنفوذ الحوثي.

وأدى تجدد القتال إلى تفاقم الوضع الإنساني في قرية بني زياد ومحيطها، حيث لجأت عشرات الأسر إلى القرى المجاورة، في ظل غياب المساعدات الإنسانية والإغاثية، فيما تعاني المنطقة من انقطاع الاتصالات والخدمات الأساسية نتيجة استمرار التوترات المسلحة.

ويرى نشطاء حقوقيون أن ما تشهده البيضاء يعكس تنامي حالة الفوضى القبلية في مناطق سيطرة الحوثيين، في ظل غياب سلطة الدولة ومؤسساتها الرسمية، وتنامي ظاهرة الثأر والنزاعات المحلية التي غالبًا ما تُترك لتتصاعد دون تدخل فعّال.