غازات سامة وحالات اختناق.. "غيمة تلوث" تحاصر بغداد
العالم - منذ 28 دقيقة
بغداد، نيوزيمن:
شهدت العاصمة العراقية بغداد مؤخرًا ارتفاعًا حادًا في نسب الملوثات الجوية والدخان المنبعث من المصانع والمعامل، ما أدى إلى تكوين أكبر "غيمة تلوث" خلال العام الحالي، وفق ما أفاد مرصد "العراق الأخضر".
وأشار المرصد إلى أن الغازات المنبعثة تضمنت مركبات سامة، على رأسها كثنائي أوكسيد الكبريت، ما تسبب في حالات اختناق بين المواطنين نقلوا على إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج، محذرًا من تكرار الظاهرة خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتم التعامل معها بشكل عاجل.
وأوضح المرصد أن التلوث هذا العام كان الأوسع والأكثر حدة خلال 12 شهراً، نتيجة عمليات حرق النفايات العشوائية المستمرة، والتي لم يضع لها أي حد حتى اليوم، مشيراً إلى أن غياب الحلول الفعلية من الجهات المختصة أدى إلى استمرار تفاقم المشكلة رغم الإجراءات المعلنة سابقاً، مثل إغلاق بعض المعامل وضبط آلاف الأنشطة المخالفة.
وحذر المرصد من أن بغداد قد تضطر في السنوات المقبلة إلى إعلان عطلة رسمية في أيام التلوث الشديد إذا استمرت الظاهرة دون معالجة، خاصة في حال فشل الجهات المعنية في تطبيق خطط الحد من الانبعاثات الصناعية والنفايات.
من جانبها، نصحت السلطات العراقية المواطنين بـ البقاء في منازلهم، وإغلاق النوافذ، وتجنب التواجد في الأماكن العامة والمفتوحة حتى انخفاض مستويات التلوث.
كما أكدت وزارة البيئة أنها ضاعفت جهودها الرقابية منذ فجر الأربعاء، للحد من الانبعاثات الضارة الناتجة عن النشاطات الصناعية غير القانونية، وناشدت الجهات التنفيذية المعنية التعامل بجدية مع المخالفات المتكررة، لا سيما تلك التي تستغل ساعات الليل لحرق النفايات والمواد الضارة في أطراف العاصمة.
ويأتي هذا التلوث وسط تحذيرات متكررة من تزايد الانبعاثات الصناعية والنفايات المحروقة، وهو ما يضع السكان أمام مخاطر صحية كبيرة، ويعيد طرح التساؤلات حول فعالية الرقابة البيئية والإجراءات الحكومية للحد من هذه الظاهرة.
>
