قوى سودانية تطالب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية

العالم - منذ 3 ساعات و 28 دقيقة
الخرطوم، نيوزيمن:

في تصعيد سياسي لافت يعكس تحولات عميقة في المشهد السوداني، طالبت قوى مدنية وسياسية سودانية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم تجاه تنظيم الإخوان في السودان، عبر تصنيف المؤتمر الوطني – الجناح السياسي للتنظيم – وواجهاته في الحركة الإسلامية كجماعات إرهابية، معتبرة أن هذه الخطوة باتت ضرورة وجودية لإنهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال المدني.

وجاءت هذه المطالب ضمن تحركات تقودها مجموعة "إعلان المبادئ"، التي تضم أكثر من 30 كيانًا سياسيًا ومهنيًا ولجان مقاومة، من بينها أجسام منضوية في تحالف القوى المدنية "صمود". وكانت هذه القوى قد وقّعت، الأسبوع الماضي في العاصمة الكينية نيروبي، على وثيقة "إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد".

ووفق بيان صادر عن المجموعة، وجّهت القوى المدنية خطابات عاجلة إلى كبار المسؤولين الدوليين والإقليميين، شملت وزراء خارجية دول الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، مصر)، إضافة إلى مسؤولي الآلية الخماسية للمنظمات متعددة الأطراف، التي تضم الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، منظمة الإيغاد، جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي.

وأكدت القوى أن اجتماع نيروبي يمثل تقدمًا كبيرًا في تنسيق الجهود المدنية الرامية إلى إنهاء الحرب وبناء دولة سودانية جديدة، مشيرة إلى أن الخطابات الموجهة للأطراف الدولية تضمنت النص الكامل لوثيقة إعلان المبادئ، بما في ذلك المطالبة الصريحة بتصنيف تنظيم الإخوان جماعة إرهابية.

وقالت القوى المدنية في بيانها إن هذه المطالبة تستند إلى أدوار موثقة لعبها التنظيم وواجهاته السياسية والأمنية في استمرار العنف المسلح، وتقويض الانتقال المدني، وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. ووصفت وثيقة إعلان المبادئ بأنها تشكل إطار عمل شامل لمعالجة جذور الحروب واستعادة مسار الثورة السودانية، وتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة.

وإلى جانب المطالبة بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، دعت القوى الموقعة على الوثيقة طرفي الحرب إلى وقف فوري للأعمال العدائية، والانخراط في حل سياسي شامل يضع حدًا للكارثة الإنسانية المتفاقمة في البلاد. وشددت على أن وقف الحرب، ومعالجة الأزمة الإنسانية، وتجفيف منابع التطرف تمثل خطوات عاجلة لا تحتمل التأجيل.

وأكد البيان أن دعم المجتمع الدولي لوثيقة إعلان المبادئ يشكل بارقة أمل لملايين السودانيين الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى نزوح ملايين المدنيين وانهيار الخدمات الأساسية، بحسب تقارير الأمم المتحدة .

ويرى مراقبون أن أي تأخير في تصنيف تنظيم الإخوان جماعة إرهابية قد ينعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل تصريحات تهديد أطلقها خلال الأيام الماضية عدد من قيادات التنظيم، تحدثوا فيها عن استهداف دول في المنطقة وخارجها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، ربط متحدثون في الكونغرس الأميركي أزمة السودان بجذور التطرف الإسلامي، حيث قال كين إيزاك، المدير السابق للمنظمة الدولية للهجرة ومرشح رئاسي سابق، خلال جلسة استماع حديثة، إن "علة السودان الرئيسية عبر السنين ترجع إلى التطرف الإسلامي الذي سيطر على الدولة"، مشيرًا إلى أن تنظيم الإخوان هيمن على السياسة السودانية منذ عام 1989 .

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان سجل السودان في تسعينيات القرن الماضي، عندما استضاف نظام الإخوان بزعامة عمر البشير قيادات متطرفة، من بينهم أسامة بن لادن، واستخدمت الأراضي السودانية حينها كقاعدة لعمليات إرهابية عابرة للحدود، شملت محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، وتفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، والهجوم على المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000، وفق توثيقات رسمية أميركية ودولية .

ومنذ اندلاع الحرب الحالية، حذّر محللون من علاقات محتملة بين مجموعات إخوانية متحالفة مع الجيش السوداني وتنظيمات متطرفة خارج البلاد، معتبرين أن تجاهل هذا البعد قد يفتح الباب أمام عودة أنماط العنف العابر للحدود، بما يهدد استقرار المنطقة برمتها.