سيئون تعود إلى الحيِاة الطبيعية بعد استتباب الأمن

السياسية - منذ ساعة و دقيقتان
سيئون، نيوزيمن، خاص:

شهدت مدينة سيئون ومديريات وادي حضرموت، الخميس، عودة شبه كاملة للحياة الطبيعية بعد يوم من الاشتباكات المحدودة التي انتهت بدخول القوات الجنوبية للمنطقة ودحر قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان، والتي تورطت في دعم الإرهاب والحوثيين وتهديد استقرار الوادي. 

ويُعد هذا التحرك العسكري أبرز الخطوات العملية لاستعادة الأمن والسكينة في مناطق الوادي، حيث أسهم دخول القوات الجنوبية وفرض السيطرة على المنطقة في استتباب الأوضاع الأمنية وطمأنة المواطنين، ومنحهم مساحة للتنقل بحرية وممارسة أنشطتهم اليومية دون خوف أو تهديد.

وعاد المواطنون تدريجيًا لمزاولة حياتهم اليومية، وفتحت المحال التجارية أبوابها بشكل طبيعي وسط انتشار القوات الجنوبية في الشوارع الرئيسة والأسواق والمداخل، وهو ما أسهم في عودة النشاط التجاري بشكل ملحوظ.

 وأكد السكان أن الوضع الحالي يعكس شعورًا بالأمان بعد يوم من التوتر والاشتباكات المحدودة، مؤكدين أن القوات الجنوبية نجحت في تأمين الشوارع ومؤسسات الدولة الحيوية ومنع أي فوضى أو تجاوزات، كما شددوا على أهمية استمرار وجود القوات لضمان استقرار طويل المدى.

وشهدت المرافق الحكومية والخدمية في سيئون والمديريات المجاورة نشاطًا متزايدًا، حيث استئناف العمل في مرافق خدمية أساسية بينها الكهرباء والمياه والصحة والاتصالات، وفتحت هذه المؤسسات أبوابها صباح الخميس لاستقبال الموظفين والمواطنين. 

وتم تكليف قوات أمنية محلية من أبناء الوادي بتأمين هذه المرافق الحيوية، بما في ذلك البنك المركزي والمرافق الاقتصادية والإيرادية الرئيسية، لتعزيز الثقة في قدرة الدولة على حماية منشآتها الحيوية وضمان استمرار الخدمات الأساسية للمواطنين.

وفي القطاع التعليمي، أكدت مصادر في مكتب التربية والتعليم أن العودة إلى الصفوف الدراسية ستكون يوم الأحد المقبل، حيث سيتمكن الطلاب والمعلمون من استكمال العملية التعليمية ضمن الخطوات المتواصلة لتطبيع الأوضاع وضمان انتظام الدراسة بعد توقفها نتيجة التطورات العسكرية الأخيرة. كما أشار مسؤولون إلى أن الجهود مستمرة في سيئون وباقي مديريات الوادي والصحراء لتوفير بيئة آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء.

وعلى صعيد النقل الجوي، أعلنت مصادر في الخطوط الجوية اليمنية الخميس استئناف تشغيل رحلاتها إلى مطار سيئون الدولي على خط القاهرة – سيئون – القاهرة، بعد أن تم إيقاف الرحلات مؤقتًا بسبب التطورات الأمنية. وأكدت إدارة المطار أن المطار أصبح جاهزًا لاستقبال ومغادرة المسافرين من جميع المحافظات دون استثناء، بعد أن تولت القوات الجنوبية تأمينه بالكامل. 

وكان رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، قد زار مساء الأربعاء المطار للاطلاع على مستوى الجاهزية التشغيلية والمرافق الحيوية، حيث استمع إلى شرح تفصيلي من مدير المطار سعيد علي باكثير حول حركة الملاحة وحجم الأضرار التي لحقت ببعض الأقسام، مؤكداً أن فرق الصيانة باشرت عمليات الإصلاح دون تأخير، وتم توجيه جميع الجهات المعنية بالإسراع في استكمال أعمال التشغيل لضمان عودة النشاط الكامل للمطار تحت حماية القوات الجنوبية.

وأدت هذه الإجراءات إلى استعادة النظام والهدوء في الشوارع والأسواق، حيث شوهدت العائلات تتنقل بحرية، والمحال التجارية تفتح أبوابها، مع عودة نشاط المطاعم والمقاهي والخدمات المحلية الأخرى. 

وعبّر المواطنون عن ارتياحهم الكبير للهدوء والاستقرار، مؤكدين أن القوات الجنوبية نجحت في وضع حد لأي تهديد محتمل للأمن العام، وهو ما انعكس إيجابًا على حركة المواطنين وأمانهم، وأعاد الثقة بين المجتمع المحلي ومؤسسات الدولة.

كما بدأت عمليات إعادة تشغيل بعض المرافق الاقتصادية التي توقفت خلال فترة الاشتباكات، وشهدت المؤسسات العامة والخاصة نشاطًا تدريجيًا في تقديم الخدمات، وهو ما يتيح تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي وعودة عجلة العمل إلى طبيعتها. 

ويمثل استقرار مدينة سيئون والمديريات المجاورة بعد هذه العمليات العسكرية مؤشرًا واضحًا على نجاح القوات الجنوبية في فرض القانون وحماية المواطنين، مع تعزيز الثقة بين السكان والدولة، وفتح المجال أمام استئناف النشاط الاقتصادي والخدمي بشكل طبيعي، وهو ما يؤكد قدرة القوات المحلية على ضمان الأمن والاستقرار، ويضع الوادي على طريق العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من التوتر والانقسامات الميدانية.