تلاعب بالدين وكذب على الله.. استنكار ورفض لعودة فتاوى الإخوان ضد الجنوب
السياسية - منذ ساعة و 33 دقيقة
تعز، نيوزيمن، خاص:
أثارت محاولات جماعة الإخوان استخدام ورقة الفتوى الدينية ضد الجنوب، على خلفية الأحداث الأخيرة، غضباً واستنكاراً في أوساط الجنوبيين الذين رأوا فيها تذكيراً بفتاوى الجماعة في حرب 94م.
وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في المحافظات الشرقية، وسيطرة القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي عليها، هاجمت قيادات إخوانية متطرفة المجلس ومشروعه لاستعادة الدولة الجنوبية، وزعمت أن ذلك يخالف ثوابت وأصول الدين الإسلامي.
ونشر البرلماني والقيادي الإخواني البارز عبدالله أحمد العديني منشورات على حسابه في منصة "فيس بوك"، هاجم فيها سيطرة القوات الجنوبية على محافظتي حضرموت والمهرة، كما هاجم الدعوات المطالِبة بعودة الدولة الجنوبية، زاعماً أن مسألة الوحدة فريضة إسلامية ومن فرائض الإسلام.
ورغم الهجوم والانتقادات الحادة التي وُجّهت إلى القيادي الإخواني، فإنه أعاد التأكيد على موقفه بأنه "لا يخجل من القول إن الوحدة فريضة"، وأعاد العديني نشر منشورات وآراء لمشايخ دين وخطباء موالين للإخوان، يؤيّدون فيها مزاعمه بربط قضايا الوحدة أو فك الارتباط بالدين.
وأثارت مواقف العديني والمؤيدين له من جماعة الإخوان غضباً واستنكاراً واسعاً بين النشطاء الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها عودة من الجماعة لاستخدام سلاح الفتوى ضد الجنوب كما فعلت في حرب عام 94م.
ووصل استنكار استخدام ورقة الدين في المسائل السياسية إلى الوسط الديني، حيث وصف الداعية الإسلامي البارز علي الجفري محاولة صبغ الاختلاف السياسي حول أحد الخيارين؛ الوحدة السياسية أو الاستقلال في جنوب اليمن، بصبغة دينية شرعية بأنه تلاعب بالدين وكذب على الله.
وأشار الجفري في منشور له على حسابه بمنصة "أكس" إلى أن محاولة صبغ الاختلاف السياسي حول أحد الخيارين بين الوحدة السياسية أو الاستقلال في جنوب اليمن بصبغة دينية شرعية، يستبيح فيها طرفٌ حقوق الطرف الآخر، هي محاولة خطيرة.
وأضاف: "فيتم في هذا السياق إصدار الفتاوى القاطعة بالتحريم، أو الطعن في إسلام المخالف، أو اعتبار أحد الخيارين شأناً من شؤون العقيدة، فضلاً عن استباحة دم المخالف في الاختيار؛ كل هذا العبث ما هو إلا تلاعب بالدين وكذب على الله تعالى".
وأكد أن ترسيم الدول وعلاقاتها، واتحادها واستقلالها، كلها خيارات سياسية لها أسبابها التي تُقاس بالمصالح والمفاسد، وتُعمَل فيها موازين الأصوب والصواب والخطأ، أو ارتكاب أخف الضررين، وكل ذلك يدخل في إطار الاجتهاد البشري، ومن ذلك ما يُعرَف بحق تقرير المصير.
وشدد الداعية الجفري على أن هذه المسائل "شأنٌ اجتهادي، وليست من الأحكام الثابتة، ولا من العقائد الشرعية، كما زعم بعض المتلاعبين بالدين على طاولة القمار السياسي"، حسب قوله.
>
