داخل حي سكني...مخاوف صحية وبيئية من حرق أدوية منتهية في تعز

السياسية - منذ ساعة و 46 دقيقة
تعز، نيوزيمن، خاص:

أثار حرق كميات من الأدوية الحقنية المنتهية الصلاحية، داخل حي سكني وفي مجرى سائلة مفتوحة بمدينة تعز، مخاوف صحية وبيئية متزايدة، في ظل غياب أي إجراءات سلامة أو إشراف رسمي على عملية التخلص من هذا النوع الخطير من النفايات الطبية.

وأفادت مصادر محلية بأن عملية الإتلاف نُفذت بصورة عشوائية وفي الهواء الطلق، ما أدى إلى تصاعد أدخنة كثيفة وانبعاث روائح خانقة انتشرت بين المنازل، في منطقة مأهولة بالسكان تضم أطفالًا وكبار سن ومرضى، الأمر الذي ضاعف من حدة القلق بين الأهالي.

وبحسب المعاينة الميدانية، فإن الأدوية التي جرى حرقها عبارة عن إبر وأمبولات دوائية سائلة، تحمل بيانات تصنيع تعود لشركة BELCO PHARMA الهندية، ووكيلها الوحيد في اليمن شركة المحضار للأدوية، وفقًا لما هو مدون على العبوات.

وحذّر مختصون صحيون من أن حرق الأدوية الحقنية يؤدي إلى تحلل المواد الفعالة بفعل الحرارة، وانبعاث أبخرة وغازات سامة ومهيّجة للجهاز التنفسي، قد تتسبب بحالات اختناق وتهيج حاد ونوبات ربو، خصوصًا لدى الأطفال والحوامل وكبار السن.

مخاطر بيئية وصحية

وتتضاعف المخاطر نتيجة وقوع عملية الحرق داخل مجرى سائلة مفتوحة، حيث يُحتمل تسرب بقايا الأدوية غير المحترقة إلى التربة والمياه الجوفية، ما يهدد بتلوث الآبار والمزروعات، وإدخال مركبات دوائية ضارة إلى السلسلة الغذائية.

ويشير خبراء إلى أن احتراق أو تسرب بقايا المضادات الحيوية يساهم في تفاقم ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وهي من أخطر التحديات الصحية عالميًا، لما لها من آثار طويلة الأمد على فعالية العلاجات الطبية.

وقال الصيدلاني محمد عبدالغني، في تصريح لـ(نيوزيمن)، إن حرق الأدوية، خصوصًا الإبر والفيالات والمركبات الكيميائية، ينطوي على مخاطر جسيمة، نتيجة انبعاث غازات سامة ومسرطنة، مثل الديوكسينات، والفورمالدهيد، وأكاسيد النيتروجين.

وأضاف أن هذه الغازات قد تسبب تهيج الجهاز التنفسي وأمراضًا رئوية مزمنة، وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان عند التعرض المتكرر لها.

وأشار عبدالغني إلى أن كثيرًا من الأدوية لا تحترق بشكل كامل في عمليات الحرق العشوائي، حيث تبقى مواد كيميائية فعالة أو شبه فعالة في الرماد، ما يجعلها مصدر خطر مستمر على البيئة والصحة العامة.

وأكد أن الحرق في أماكن مفتوحة يؤدي إلى انتشار الملوثات لمسافات بعيدة، ويؤثر بشكل مباشر على السكان القاطنين في محيط الموقع، لا سيما الأطفال وكبار السن ومرضى الربو.

وفي هذا السياق، طالب مواطنون وناشطون بفتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين، ومنع تكرار مثل هذه الممارسات التي تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان وسلامة البيئة.

وتشدد المعايير الدولية، وعلى رأسها إرشادات منظمة الصحة العالمية، على ضرورة التخلص من النفايات الطبية عبر محارق مخصصة أو من خلال جهات مرخصة، وبعيدًا عن الأحياء السكنية، معتبرة الحرق المفتوح ممارسة خطرة ومخالفة للضوابط الصحية والبيئية.