الحوثيون يقتحمون مسجداً ويقطعون صلاة الغائب على شهيد من حراس الجمهورية

متفرقات - Sunday 16 September 2018 الساعة 07:08 pm
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

اقتحمت ميليشيا الحوثي مسجداً في العاصمة صنعاء، أثناء صلاة الغائب على روح أحد شهداء المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) في الساحل الغربي لليمن.

وتفاجأت أسرة الفقيد والمصلون بهجوم عدد كبير من المسلحين الحوثيين على المسجد في أحد الأحياء السكنية بـ"الدائري" وسط العاصمة، وأجبروهم على قطع الصلاة، كما اعتقلوا شقيق الشهيد وابن عمه.

لم يتمالك والد الفقيد الكبير في السن، الحاج علي، نفسه وجثا على ركبتيه ودموعه تتساقط على ثوبه، وهو يدعو الله للقصاص من الظلمة من حرموه وأسرته من القيام بما يتوجب عمله بهذه الحالة (مقافاة ميتهم وشهيدهم على حد قوله).

وقد شهدت العاصمة صنعاء حادثة مماثلة عندما احتجز الحوثيون جثمان متطوع آخر في المقاومة الوطنية، عند المدخل الغربي للعاصمة، حيث لم تسمح الميليشيا بإدخال الجثة إلى أن تعفنت بعد بقائها لأكثر من 28 ساعة، واضطروا لدفنها بإحدى مقابر القرى خارج العاصمة صنعاء.

الحوثيون جماعة خارج المنظومة الأخلاقية

وعلق الناشط الحقوقي هشام أكرم، على هذه الإجراءات الحوثية، بأنها مخالفة لكل القيم الإنسانية والدينية والأعراف والتقاليد الاجتماعية.

وأكمل حديثه لـ"نيوزيمن": يتجاوز الحوثيون كل الأخلاقيات، لم يعرف المجتمع اليمني في كل أزماته السياسية وأزمات الصراع أن يحدث ويمنع طرف أهالي قتلى أو شهداء الطرف الآخر من أن يتم الصلاة عليهم أو دفنهم وإقامة مراسيم العزاء وغيره تحت أي مبرر كان، يثبت الحوثيون يومياً بأنهم جماعة خارج كل المنظومة المجتمعية".

وأردف قائلاً: "شخصياً، أعرف العديد من الأسر قام الحوثيون بمنعها من إقامة أي مراسيم دفن وعزاء لأبنائهم المفقودين في ساحات المعارك الموجودة، وكانوا مع الطرف المواجه للحوثي، وحاولنا التدخل عبر منظماتنا ووجاهات شخصية واجتماعية بأن هذه التصرفات لا تمت للإنسانية وتهدد النسيج الاجتماعي، ولكن لا أمل من مثل هكذا جماعة تأبى إلا الاستمرار في مهمتها القمعية والمهينة لبنية المجتمع اليمني وتماسكه".

قتلوا أخي ومنعونا من إقامة عزاء

تقول فادية، راوية قصة شقيقها الذي قتله الحوثيون، ودموعها تسبق كلماتها: "إنه أخي وابن هذه المدينة وهذا الشارع، كيف يمنعونا الحوثيون من إحضار جثمانه وقبره هنا والصلاة عليه وإقامة العزاء على روحه".

وتضيف: لم يكن أخي حتى مقاتلا.. ذهب ليبحث عن مصدر رزق في المناطق المحررة، وعند عودته هو ومجموعة من رفاقه اتهمهم الحوثيون بأنهم مرتزقة وبأنهم ذهبوا لغرض المؤامرة مع المحتلين، على حد وصفهم.. وعندما اشتبك أخي ورفاقه معهم بإحدى النقاط، وبعد حجزهم فوجئنا بخبر مقتله كيف ومتى وأين؟ ولم نجد أي معلومات. كل ما تم إبلاغنا به بأن أخي ومن كان معه توفوا برصاص المرتزقة وأنهم منعوا إحضار جثته، مع العلم بأنه لم يتم إخبارنا إلا بعد أيام من مقتله، ليحضر بعدها من مشرفي جماعة الحوثي وقيادتها بمربع سكننا ويتم تهديدنا بأنه في حال صممنا على إحضار جثته أو إقامة الصلاة عليه فسيتم اعتقال والدي وأخي الآخر.

وتكمل: "ولم نتمكن حتى من فتح عزاء للرجال، وفيما يتعلق بالنساء ومجلس العزاء الخاص بهن فوجئنا باليوم الثاني بحضور حوثيات زينبيات (اثنتان) حاولتا إدارة وفرض وجودهما بالعزاء، لولا أننا رفضنا ذلك، ورفضنا وجودهما، ولم تقبلا بالخروج إلا بعد أن تعهدت لهما أنا وعائلتي بعدم الحديث عن أي تفاصيل تخص أخي ومن تصرف الحوثيين معنا".