"مسرحية السبت": السفير البريطاني ضُبط متلبساً برواية ناطق الحوثيين

السياسية - Sunday 30 December 2018 الساعة 11:34 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، كتب: أمين الوائلي

أعاد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون، مشاركة تغريدة "مثيرة" للمتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم السبت 29 ديسمبر 2018، حول مسرحية تسليم الميناء وإعادة الانتشار، باعتبارها خطوات جادة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم وتحقيق السلام.

> كاميرت يقلب الطاولة على رؤوس الحوثيين وينسف مهزلة التسليم ويبلغهم: أنتم تضيعون الفرصة

المتحدث الحوثي نسج تغريدته على منوال الخدعة التي رتبت لها المليشيا واستدرجت إليها يوم السبت الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية بمدينة الحديدة، وصورته أمام وسائل الإعلام والمراسلين كشاهد، على ما أسمته من طرفها تسليم الميناء لقوات ألبستها زي خفر السواحل بقيادة مسئول حوثي وإعادة الانتشار.

> تمثيلية “تسليم الميناء” إعداد وتنفيذ وإخراج خاص بجماهير الحوثي

وشككت الأمم المتحدة في الرواية الحوثية، نافية صحة ما تداولته الأخبار الليلة الماضية حول تنفيذ الحوثيين بند تسليم الميناء وإعادة الانتشار.

وغرد عبدالسلام، السبت، معتبراً المسرحية الهزلية، التي نفذتها جماعته "خطوات أساسية" وجادة لتنفيذ اتفاق السلام (..).

* ضُبط متلبساً

والمثير للدهشة، في رأي معلقين إعلاميين وناشطين يمنيين، أن السفير البريطاني الذي تقف بلاده وراء حملة الضغوط الدولية باتجاه ميناء الحديدة والمدينة وصولاً إلى مشاورات السويد وقرار مجلس الأمن رقم 2451 الذي اعتمد اتفاقاتها وآليات التنفيذ، يتبنى مسرحية المليشيات وروايتها المفضوحة، بإعادة تشارك وتغريد تصريح المتحدث الرسمي للحوثيين، الأمر الذي أعطاها أهمية التبست على وسائل الإعلام والراصدين المتابعين.

> الأمم المتحدة ترد على "مسرحية" الحوثيين في الحديدة

وقال القيادي الحوثي "تقديم خطوات أساسية في (اتفاق ستكهولوم) الخاص بمحافظة الحديدة والتي تمثلت صباح اليوم بإعادة انتشار قوات الجيش واللجان الشعبية من ميناء الحديدة واستلام قوات خفر السواحل للميناء بحضور فريق الأمم المتحدة تعد خطوة متقدمة تثبت حرص القيادة السياسية على تحقيق الامن والاستقرار ودعم عملية السلام".

وظهرت التغريدة معادة في الحساب الرسمي للسفير مايكل أرون، وهو ما سجل علامة استفهام كبيرة حول مجازفة كهذه بينما بريطانيا تملك آلية ومبعوثاً خاصاً أممياً لليمن، وتعرف كل خطوة رسمية للبعثة الأممية لتنفيذ قرار مجلس الأمن واتفاق السويد.

وطرحت التطورات الأخيرة مجدداً مسألة المصداقية البريطانية ونوايا التحركات الضاغطة على المحك.

وشككت الأمم المتحدة، يوم الأحد، في ادعاءات المتمردين الحوثيين بالانسحاب من ميناء الحديدة قائلة، إن مثل هذه الخطوات لا يمكن أن تكون ذات مصداقية إلا إذا تمكنت جميع الأطراف الأخرى من التحقق منها.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة إن الحوثيين فشلوا في احترام اتفاقية فتح ممر "إنساني" بين الحديدة والعاصمة صنعاء، لتقديم المساعدة.

* خلفية على أهمية

وفي مارس الماضي، وخلال مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية، صرح السفير البريطاني (الجديد يومها، عُيّن في فبراير) لدى اليمن مايكل أرون أن "الرأي العام في الغرب نسي أسباب بداية الحرب، بفعل تفاقم الأزمة الإنسانية".

وقال: "نعم هناك أزمة إنسانية نعمل بكل جهد للتخفيف منها، لكن بداية الحرب كانت بعد انقلاب من طرف يمني صغير"، في إشارة إلى الميليشيات الحوثية، مشدداً على عدم وجود حاجة لدور إيراني في اليمن، وأن اليمنيين لا يريدون ذلك.

لكن مجمل التحركات البريطانية مؤخراً كانت تشتغل على الملف الإنساني لأهداف سياسية، في وجه معركة تحرير الحديدة. وجاءت حركة الحوثيين في الميناء (الخدعة) وتبني السفير آرون لرأي وبيان الناطق الرسمي للانقلابيين لتزيد في وجاهة التحفظات حول التحركات البريطانية وتوجهات السياسة الاحتوائية التي تنتهجها إزاء الحوثيين وداعمهم الإقليمي إيران.

> 7 أيام في حقل ألغام | تقرير أول بسيرورة امتحان الحديدة: «الجميـع فـي ورطـة»

وكانت أثيرت مسألة "الضمانات الأممية عن جانب الحوثيين، بالتزامهم وتنفيذهم اتفاق ستوكهولم" والتي قيل إن الأمم المتحدة وعبر مبعوثها الخاص لليمن مارتن غريفيث تكفل بها في مشاورات السويد وأقنع وفد الحكومة المفاوض بموجبها.

لكن خبراء بشئون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يشككون، جملة واحدة، في صحة حدوث أمر كهذا. ويؤكدون أن "الأمم المتحدة لا يمكنها أن تقدم ما لا تملك".

وبالتالي، وفقاً لمقاربات متطابقة، إن كانت هناك من ضمانات يدور حولها الحديث، فالطبيعي أن البريطانيين هم من التزموا بها في مشاورات السويد، في إطار حملة الضغوط التي مورست على الوفد الحكومي المفاوض في الـ 48 ساعة الأخيرة، وليست الأمم المتحدة، التي لا يحق لها ولا تملك أصلاً قوة إلزام أو تأثير من أي نوع تجاه الأطراف.

> والآن: النوايا البريطانية تمتحن في الساحل الغربي لليمن

وعقب مشاورات السويد صرح متحدث رسمي في الحكومة البريطانية للصحيفة نفسها في ديسمبر، قائلاً إن "الحوثيين" أنقذوا أنفسهم بالذهاب إلى مشاورات السويد" (..)، وجاء هذا رداً على الرأي القائل إن بريطانيا أنقذت الحوثيين في الحديدة والمرفأ الرئيس على البحر الأحمر. والواضح هو التوافق حول "الإنقاذ" على صلة بالتحركات البريطانية.

> طهران "تكافئ" لندن على خدماتها في اليمن وتطلق "بِصَمت" أكاديمياً بريطانياً متهماً بالتجسس