"نيوزيمن" يراجع ويستشرف من المخا.. في الذكرى الثانية للتحرير
السياسية - Thursday 24 January 2019 الساعة 07:35 pm
عامان على تحرير المخا الاستراتيجية، المدينة والميناء، على ساحل البحر الأحمر وأولى وأكثر مدن وموانئ الساحل الغربي أهمية، ما بعد مركز باب المندب الممر الملاحي والذي يتحكم بمرور شحنات النفط والتجارة العالمية. ومثّل تحرير انتزاع المخا من أيدي الانقلابيين الحوثيين، الذراع الإيرانية في اليمن، تحولا استراتيجيا ومحطة فارقة في معركة الشرعية والتحالف العربي ضد الانقلابيين المدعومين من إيران.
في 23 يناير 2017 وصلت القوات والوحدات القتالية المشاركة في عملية "الرمح الذهبي" إلى قلب المخا، بعد انطلاقها بدعم وتنسيق كبير من التحالف العربي والقوات الإماراتية، في السابع من الشهر نفسه، من محورين، من باب المندب جنوبا، لتحسم معركة مديرية ذباب المفصلية المهمة، فالجديد والخضراء، وصولا إلى الإطباق على المليشيات داخل المخا بشكل محكم، وفي يوم 23 أعلنت القوات تحرير المدينة والميناء، وفرت مجاميع المليشيات باتجاهات مختلفة شمالا وشرقا.
جاء تحرير المخا ليتوج مرحلة أولى وناجحة وسريعة في أهداف عملية الرمح الذهبي، وشكلت معركة المخا، ضربة قوية وحقيقية للمتمردين الذين اعتمدوا على ميناء المدينة التاريخي كمنفذ رئيس لتهريب الأسلحة والممنوعات وغيرها، كما استخدمت المليشيات الميناء لتنفيذ هجمات صاروخية واستهداف وتهديد الملاحة البحرية وطرق التجارة على مقربة كبيرة من باب المندب.
وفتح تحرير المخا الطريق أمام القوات للتقدم شمالا وشرقا، لتأمين المدينة ومديرياتها باتجاه تعز، وللتوغل شمالا في الساحل الغربي وتهامة لتحرير الخوخة وحيس والتحيتا، والوصول عبر الطريق الساحلي أولا إلى الدريهمي فمطار ومدينة الحديدة في نهاية المطاف.
ويتذكر أهالي المخا ومنخرطون في المقاومة المحلية ممن التحقوا فيما بعد بقوات المقاومة المشتركة، كيف عانى الناس والمدينة، تحت سيطرة الحوثيين، قبل أن يعاني الحوثيون بدورهم ضغط وتقدم وحصار قوات التحرير وتشتت صفوف المليشيات وفرارها عبر طرق ودروب مختلفة، مخلفة عشرات الجثث لقتلاها ملقية في الطرقات وبين المزارع والساحل.
واستعادت المدينة تعافيها بصورة تراكمية لتنفتح مجالات الحياة الطبيعية وجذبت المخا إليها حركة أموال وتجارة نشطة انعكست أيضا على سوق العقارات والتشييد، بينما تعمل برامج وجهات عدة على تأمين قرى ومناطق ومزارع المخا من الألغام والمتفجرات التي تشكل حتى اليوم ومستقبلا مصدرا كبيرا للخطر يتهدد المدنيين بدرجة رئيسية ويراكم أعداد الضحايا بصورة يومية.
ولا يزال من المهم التأكيد على أهمية وضرورة تعزيز تأمين الجبهة الشرقية للمدينة وبوابة الساحل، المتحاددة مع غربي تعز، حيث تحشد وتعزز المليشيات تواجدها على امتداد السلسلة الجبلية بمحاذاة الساحل وصولا إلى مفرق سقم والمرتفعات المطلة على حيس. وتتركز أخطر واكبر تجمعات المليشيات في حاضية بمقبنة شمير غربي تعز، ومن هناك ترسل التسللات وزارعي الألغام والعبوات المتفجرة، وتنفذ اختطافات بحق مواطنين وجنود المقاومة في قراهم.
تغطية أوسع لـ نيوزيمن في المخا:
> لقاء - المخا في 60 سنة مع الحاجة نعمة التي تتمنى "تكمل الحرب ويكمل الحوثي والزينبيات"
> إحداها قتلت متحوثَين أرسلا لزراعتها.. زارعو الألغام والعبوات يتسللون من حاضية إلى الساحل
> خاص| خلايا حوثية تتسلل من حاضية لاختطاف جنود "المقاومة" من قراهم في أطراف المخا وحيس
> مرصودة تحت جنح "هدنة جوية".. المليشيات تحتشد في مرتفعات التماس بين تعز والساحل
> خاص| قوات حوثية إلى "كمب الصَعَّيرة" وتحركات في جبل الخزان بالهاملي
> خاص | ذراع إيران تحشد إلى جبال "حاضية" بشمير جنوب حيس
>بالصور: مزارع المخا والساحل تعود لإنتاج المحاصيل وبصل تهامة أولاً
> بين منارة "الشاذلي" وقلعة الساحل: ما تبقى من المخا بعد "سيل الثلوثي"