تحرُّك ألماني أول بعد "مؤتمر برلين" باتجاه الشرعية اليمنية.. غريفيث يريد انتزاع شرطين للحوثيين

السياسية - Tuesday 29 January 2019 الساعة 06:33 pm
عدن، نيوزيمن:

يقود مسئولون ألمان، ما بعد مؤتمر برلين، تحركات متزامنة في كل من الرياض وعدن باتجاه الرئاسة والحكومة اليمنية، على صلة بـ"جهود إحلال السلام" ومسار استوكهولم، ويمارس الألمان والأوروبيون مهمة إضافية بطلب من مارتن غريفيث الذي التزم للحوثيين بتعجيل فتح مطار صنعاء ودفع المرتبات.

وكانت الحكومة اليمنية عبرت عن الاستياء والتحفظ على نتائج مؤتمر برلين الذي ترأسه وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، في 16 يناير، بعنوان "استراتيجية حوار رفيعة المستوى حول عملية السلام وآفاق الاستقرار في اليمن"، وحضره مسئولون دوليون وأمميون وممثلون عن الانقلابين الحوثيين ولم تشارك فيه السلطات الشرعية، ودعت الحكومة عقب ذلك إلى احترام مرعيات السيادة والتمثيل وحق الملكية وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة والاتفاقيات والأطر الناظمة.

ويعتبر التحرك الدبلوماسي الألماني هو الأول بعد لقاء برلين والاستياء اليمني، ولم تشر الأخبار الرسمية للقاءات إلى الموضوع، ويعتقد مراقبون أن برلين تفعل التواصل على ضوء مخرجات ورؤية المؤتمر آنف الذكر.

وتتبنى ألمانيا وبعثة الاتحاد الأوروبي رؤية لتفعيل الجانب الاقتصادي والمالي على أساس السلام.

ويستعين المبعوث الأممي مارتن غريفيث بجهود الأوروبيين والألمان لدى السلطات الحكومية والشرعية في اليمن لحملها على فتح مطار صنعاء ودفع المرتبات لموظفي القطاع الحكومي تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، بحسب اشتراطات حوثية تعهد بها غريفيث.

 

وتباحث الرئيس عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء 29 يناير 2019، مع سكرتير الدولة نائب وزير الخارجية الألماني اندرياس ميشايليس ومبعوث وزارة الخارجية الألمانية للشرق الأوسط والأدنى والمغرب كريستيان بوك.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أشاد هادي بالعلاقات المتينة بين البلدين الصديقين ودور ألمانيا الداعم لليمن ودورها في إنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال استضافتها لعدد من اللجان العاملة في زيارات استطلاعية ومعرفية للوقوف على تجربة ألمانيا الاتحادية الثرية.

وأكد المسئول الألماني على إحلال السلام واتفاق استوكهولم ولفت إلى الصعوبات التي تواجه ذلك والحث على تجاوزها.. مؤكداً دعم بلاده لتلك الجهود لكي يكتب لها النجاح في خطوة هامة نحو السلام "مع التأكيد على الوضوح والضغط من قبل المجتمع الدولي في هذا الاتجاه"، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.

وأشار هادي "أن محادثات استوكهولم تعد بمثابة اختبار لنوايا الانقلابيين في تنفيذ بنوده في الحديدة والمتصلة بالجوانب الإنسانية وإطلاق الأسرى والمعتقلين والتي للأسف لم يعرها الانقلابيون اهتماما من خلال التسويف والمماطلة كما جرت العادة. وأكد على أهمية الضغط الدولي في هذا الصدد ووضع النقاط على الحروف في تعرية تعنت الانقلابيين ونكوصهم على تنفيذ بنوده.

وفي عدن استقبل رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الثلاثاء، سفير ألمانيا لدى اليمن كارولا مولر، وناقش معها المستجدات الجارية والقضايا المتصلة بعملية التنمية وجهود الحكومة لترتيب الأوضاع المالية والإدارية في مؤسسات ومرافق الدولة.

وأكد معين التزام الحكومة بدفع مرتبات موظفي الدولة والمتقاعدين، بما في ذلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات التمرد والانقلاب الحوثية. وأشار إلى أن أي جهود تبذل في التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، يجب أن ترتكز على مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محلياً ودولياً مكتملة بتفاصيلها دون أي تجزئة.

وعبرت السفيرة الألمانية عن الأمل أن تكون الحديدة انموذجا إيجابيا للوصول إلى سلام شامل ينهي الحرب الدائرة في اليمن، مؤكدة أن ألمانيا ستظل تساند الحكومة وستبذل كل الجهود الممكنة للوصول إلى سلام حقيقي في اليمن.

وفي اتجاه آخر كانت السفيرة الألمانية قد التقت في عدن نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، والذي أكد، أن تعنت ميليشيا الحوثي الانقلابية، غير المبرر في مشاورات السويد كان السبب في عدم التوصل إلى مزيد من الاتفاقات خاصة فيما يتصل بدفع المرتبات وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية الدولية عبر مطار عدن الدولي.

وأكد الحضرمي تفاعل الحكومة الشرعية الإيجابي والجاد مع جهود المبعوث الأممي لاسيما في جولة المشاورات الأخيرة في استوكهولم والنابع من حرصها الكبير على التخفيف من معاناة اليمنيين. وأضاف بان الحوثيين ولاكثر من شهر لايزالون يعرقلون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد في مراوغة مفضوحة للتنصل من التزاماتهم، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تسمية المعرقلين بصورة واضحة من أجل التوصل إلى سلام شامل ودائم.