د.محمد بن عيضة شبيبة

د.محمد بن عيضة شبيبة

تابعنى على

الإمامة في البطنين فكرة يُرضعها السلاليون أطفالهم

منذ 3 ساعات و 4 دقائق

عندما سقطت الإمامة على يد ثوار 26 سبتمبر الخالدة وقامت على أنقاضها الجمهورية تداعى فلول الإمامة على وجه السرعة وبايعوا مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي، نزيل "ضحيان" بصعدة إمامًا عليهم ليعيد الحكم في البطنين، وسموه: " إمام السِّر " لأنهم حينها في وضع من القلة والذلة لا يسمح لهم بإعلان البيعة وإظهارها، فبايعوه سرا والتزموا له بالسمع والطاعة حتى يقوىٰ عودهم ويكثر عددهم ثم يعلنون الخروج أو الانقلاب المسلح..، ويعرف أمر هذه البيعة كل مقرب منهم أو محتك بهم أو مخالط لخواصهم..، ولا يخفى على حكام الجمهورية أمر هذه البيعة ووقوعها، 

لقد تمت هذه البيعة قبل أن يظهر أو يُعرف الشيخ مقبل الوادعي بعشرات السنين وقبل المعاهد العلمية وقبل الإصلاح وجماعة التبليغ وقبل غيرهم من المكونات السنية.. 

فالإمامة في البطنين هي فكرة عنصرية قديمة تتجدد مصائبها على اليمن بين وقت وآخر..

هذه النظرية يُرضعها السلاليون أطفالهم وشيعتهم مع اللبن فتجري في عروقهم وتتغذى منها عقولهم وتتشبع بها قلوبهم جيلا عن جيل، وكلما سقطت رايتها بعثها شيعتها الجدد بالسيف والقتل والإرهاب..

ومن تهوين أمرها وتقليل خطرها أن نظن أن هذه الإمامة كانت شبه نائمة لم يبعثها من مرقدها إلا هذا الشيخ المخالف لها أو تلك الدار التي قامت بجوارها..

لا ... إنها فكرة  عنصرية مسمومة قائمة بذاتها، لها شيعتها وزنابيلها، وليست نائمة حتى نظن أن فلانًا هو السبب الرئيس في إيقاظها،

إن هذا التبسيط والتسطيح في قرأتها وأسباب عودتها يصرف الأنظار عن خطورتها شعرنا أو لم نشعر، قصدنا أو لم نقصد، 

لذلك ونحن نتحدث عنها فلا بد أن يكون الحديث عنها بيقظة تامة، وإحاطة شاملة، ومحاذير دقيقة، وبوتيرة حساسة جدا، حتى يكون شعبنا على بينة كافية ولكي نؤدي أمانة الكلمة بصفة كاملة. 

كما أن علينا ونحن نسير في طريق واحدة ترفض الإمامة وتحاربها أن نرفق بمن معنا في ذات الطريق حينما يزل قلمه أو لم تسعفه العبارة، أو غاب عنه جزء من الحقيقة، فالكمال عزيز والنقص وارد على جميع البشر ولا معصوم من الخطأ إلا الأنبياء. 

من صفحة الكاتب على منصة إكس