"فرن المجيدي" ما زال يحتفظ بالأصالة رغم الحداثة

متفرقات - Saturday 09 March 2019 الساعة 06:55 am
عدن، نيوزيمن، محمد علي جسار:

تتعدد الواجهات الأثرية في مدينة عدن، ونحن اليوم بصدد ذكر أحد أقدم الأفران التقليدية في هذه المدينة، والذي احتفظ بطابعه الثراثي وشكله الأول، وهو فرن المجيدي، والذي يُعد من أقدم الأفران في مدينة الشيخ عثمان..

تحدث "محمد عبد المجيد"، صاحب فرن المجيدي، لنيوزيمن، حول تأسيس الفرن، قائلاً: "الفرن تأسس في خمسينيات القرن الماضي على يد جدنا عبده علي عبد الغني، وقد واصل الوالد عبد المجيد عبده علي إدارة الفرن، حتى وصلنا اليوم إلى إدارته، فإدارة فرن المجيدي كانت متوارثة من الأجداد إلى الأبناء إلى الأحفاد".

وأنت تسير في مدينة الشيخ عثمان يشدك مشهد الحطب الكثير المتكوم أمام فرن المجيدي.. أخبرنا محمد عبد المجيد بأن الفرن أضحى يستعمل الحطب عوضاً عن المشتقات النفطية، بسبب غلاء أسعارها، وعدم توفرها في أغلب الأحيان. وللمصادفة صار طعم "الروتي" أكثر لذة بدخول الحطب إلى صناعته..

تأثرت الأفران التقليدية بدخول الحداثة في صناعة المعجنات، فقد اكتسبت الأفران الحديثة السمعة الجيدة بسبب السرعة والكميات الكبيرة الذي تنتجها الآلات الحديثة فيها، لكن ورغم الحداثة في صناعة المعجنات ما زالت الأفران التقليدية، كفرن المجيدي، يستهويه بعض الناس.. يقول الأستاذ جابر محمد: "الروتي تطعمه روتي من دا الفرن"، موضحاً أن الأفران الأخرى تقوم بصناعة الروتي لكن بوزن أقل، وهشاشة أكثر من صناعة الروتي في فرن المجيدي.

تمر صناعة الروتي في فرن المجيدي بعدة مراحل، تبدأ بعجن الطحين (الدقيق الأبيض) في عجانات كبيرة، في اللحظة التي يشعل الحطب في داخل الفرن، ومن ثم يوضع العجين المقصوص (التقريص) بحجم الروتي في قوالب حديدية، ومن ثم تبدأ العملية الرابعة وهي إدخال القوالب الحديدية إلى الفرن حتى ينضج الروتي، ومن ثم إخراج القوالب وتفريغ الروتي منه ليباع للمستهلك.

مدينة عدن عموماً، ورغم الحداثة التي طغت على العالم، لكنها ما زالت متمسكة ومحتفظة بشيء من الأصالة والتراث والذي بنيت عليه هذه المدينة، وفرن المجيدي في الشيخ عثمان هو أحد أشكال التمسك بالتراث القائم في صناعة الروتي في هذه المدينة..