يمنيون في القاهرة: غزوة الإخوان بتعز "فخ" للمحافظ الجديد

السياسية - Wednesday 03 April 2019 الساعة 11:00 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

تتفق آراء اليمنيين الموجودين في القاهرة، على بشاعة الحرب الأخيرة التي خاضتها ميليشيا الحشد الموالية للإخوان في مدينة تعز القديمة، وما أحدثته في المدينة القديمة من خراب ودمار ورعب للسكان.

وفي استطلاع ميداني لـ"نيوزيمن"، في أوساط اليمنيين المقيمين في القاهرة، جاءت غالبية الآراء رافضة لما حدث باعتبار معركة الإخوان في مدينة تعز لا تخدم سوى ميليشيا الحوثي.

في هذا السياق يرى عبدالعليم، وهو مواطن يمني مقيم في القاهرة، أن ما يجري في تعز "صراع وقتال تخوضه جماعات تدعي أنها تحارب من أجل الوطن وأمنه واستقراره".

وقال لـ"نيوزيمن، "لم نصل بعد إلى حجم الشعارات التي نرفعها، ولم نقدم شيئاً في حب الوطن"، مشيراً إلى أن "ما حدث في تعز دليل على أننا ما نزال بعيدين عن كل ما ينفع الوطن".

بدوره يقول الكاتب حسن العديني، إن "الصور التي تأتي من تعز تكذب تماماً أنها حملة أمنية، وتذكر بحريق روما على يد نيرون".

ويضيف العديني: "واضح أن الإخوان نصبوا فخاً خبيثاً للمحافظ الجديد نبيل شمسان"، مشيراً إلى أن "الإخوان يهنئون الرئيس عبد ربه في منشوراتهم ويخونونه في إعلامهم وفي الحديث عن جيوشهم". وتساءل مستغرباً: "كيف يكون الخائن هو الحاكم"؟

وحذر مما يجري قائلاً: "إذا لم يصحُ عبدربه من نومه ويزيح عنه أسوأ الرجال، فهو الخراب".

ويتساءل: "ماذا لو علم المظفر بما يحدث لمدينته ولباب موسى؟".

أما حامد الشرعبي، فيرى أن تحميل أي جماعة مسؤولية الفوضى، هو إعفاء المسؤول الأول من مهمته ومسؤوليته، ولمجرد قبولك برمي التهمة لحزب أو جماعة فأنت تشارك في غرس الفكر الميليشاوي وفكر اللا دولة".

وأوضح الشرعبي: "من منظور الدولة والنظام والقانون فإن محافظ المحافظة هو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث".

وأضاف: "محافظة بحجم تعز يتحدث باسمها شاب مثل (غزوان).. ليست تعز فقط وإنما أغلب المحافظات، يقودها أشخاص في ظل غياب كامل للعقلاء، وتهرب مسؤولي الشرعية من تحمل مسؤولياتهم وواجبهم".

وتابع: "حكومة عاجزة، تقودها رئاسة عاجزة، تريد أن تنتصر، نحن نعيش أزمة وعجزاً في القيادات حتى أصبحت النطيحة والمتردية هم من يتصدرون المشهد".

ضوء أخضر من هادي

أما الصحافي جمال حسن، فقد ذهب إلى طرح مختلف، حيث يرى أن "المعركة الأخيرة في تعز تمت بضوء أخضر من هادي، لأن مصلحته التقت مع مصالح الإصلاح".

وقال إن "فصائل الإصلاح حصلت سابقاً من التحالف العربي على 2000 صاروخ حراري وغيرها من الأسلحة لمواجهة الحوثيين، وفي الحقيقة كانت أغلب الأسلحة تدخر لمعركة داخلية تختمر في الخط الموازي لحرب معلنة".

وتابع: "مقاتلو الإصلاح في تعز، يقاتلون داخل المدينة، إنها أيضاً قصة لتجارة الحرب، تتقاسمها الجماعات الدينية".


وأشار إلى أن استثمارات حمود سعيد المخلافي موزعة في كل من مصر وتركيا، منتقداً في السياق المحافظ الجديد نبيل شمسان قائلاً، و"هكذا تم استدعاء محافظ آخر لتبرير المجازر".

أما فهيم المطري، فقد استند إلى حديث سابق لرجل الدين المتشدد عبدالله أحمد العديني، عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح، متسائلاً: حزب لا يعترف بالجمهورية، ولا بثورة 26 سبتمبر، كيف يمكن الوثوق به؟

وتحدى المطري "أي شخص ينتمي لحزب الإصلاح أن يثبت بأنهم قادرون على بناء دولة، ونظام وقانون ويمكن لهم أن يعينوا الشرعية أو يخرجوا إلى طريق".

إحراق مقر المؤتمر الشعبي

في السياق ذهب الإعلامي فيصل الشبيبي إلى التعليق على إحراق مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مدينة تعز، قائلاً: "ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها استهداف المؤتمر، فالتطرف دائماً يستهدف الوسطية والاعتدال، والفجور في الخصومة سمة من سمات من لا سياسة لهم، إضافة إلى أن الكراهية التي تم زرعها في نفوس هذه الجماعات والعصابات منذ نعومة أظافرهم، ليس من السهولة أن تزول".

وأكد الشبيبي، في تصريح لـ"نيوزيمن"، أن "المؤتمر الشعبي سيبقى قوياً وشامخاً بمبادئه، وصمود أعضائه الأوفياء، الذين لا تهزهم العواصف، ولا تنال منهم نتوءات العصر، مهما كانت".

أما عبدالله الدهمشي، فتساءل باستغراب: "أي دولة هذه التي تحرق المنازل، وتقتل في السائلة، أي حملة أمنية هذه"؟

وأضاف "إنها دولة الجماعة (أي الإخوان).. لا تنخدعوا".

أما الناشط محمد الحقب، فقد ذكّر بتصريح محافظ تعز السابق شوقي هائل سعيد، حين قال: "حافظوا على أمن تعز، لأنهم سيأتون من صنعاء ومن عدن ومن كل مكان لتصفية حساباتهم في تعز، وسيكونون هم الجلادين وأنتم الضحية، لكنهم لم يسمعوا ذلك بسبب الحسابات الضيقة".

بدوره عبد الرحيم الفتيح، اعتبر ما حدث ويحدث في تعز المدينة القديمة، "إرهاباً وإبادة جماعية"، حد قوله.

مطالبات للمحافظ بتوضيح ما يحدث

ويقول محمود الطاهر، وهو ناشط يمني مقيم في القاهرة، إن "المحافظ نبيل شمسان عمل على إيقاف إرهاب الحشد الشعبي الإخواني في محافظة تعز، ووجه بإيقاف تلك الحملة".

وشدد الطاهر: "ولابد أن يوضح للعالم ما يحدث في تعز، ويسمي الأشياء بمسمياتها، وعلى الحكومة اليمنية الخاملة أن تتحرك، وتعلن نزع السلاح من ميليشيا الحشد الشعبي الإخوانية المتحالفة مع ميليشيا طهران الحوثية".

أما صادق العواضي، فقد نصح الإخوان بتوجيه تلك الحشود نحو الحوبان، لتحرير المدينة من الحوثيين بدلاً من البلطجة وترويع النساء والأطفال داخل المدينة القديمة وباب موسى.