دولة الإصلاح ونفوذ السلالة .. مأزق الحزب والجيش وفخاخ جغرافيا الشرق

السياسية - Thursday 04 July 2019 الساعة 10:55 pm
عدن، نيوزيمن، محمد فؤاد:

تصاعدت حدة المواجهات في مأرب بين الأمن ومعه وحدات من الجيش وقبيلة الأشراف المكون الذي يملك مساحات كبيرة من ارض مأرب ذات القيمة الكبيرة داخل واعلى اطراف المدينة .

المواجهات الحالية جاءت بعد صدامات سابقة بين الأشراف والأمن في مأرب وسبق ان نفذ الأمن العام الماضي حملة على الأشراف اطلاق الأمن النار على سيارة احد ابناء الأشراف الذي رفض الوقوف في النقطة الأمنية بحجة ان معه زوجته سيذهب بها الى المستشفى .

مواجهات مأرب تتسع.. مسلحو ”الأشراف“ يقتربون من ”الجفينة“ وقوة كبيرة تغلق مدخل المدينة

وخلافا لإشتباكات اليوم وامس تدخلت مجاميع من عبيدة العام الماضي الى جانب الأشراف غير ان اعتداء مطلوبين وقتلهم اثنين من عناصر الأمن في مفرق السد قبل يومين وضع عبيدة على الحياد رغم ان داعي القبيلة واحد ..

تحرك أمن مأرب للحفاظ على ماء الوجه واستعادة هيبة الأمن بعد رفض الأشراف تسليم المطلوبين وتوسعت المواجهات واستخدمت فيها اسلحة متوسطة وقذائف مدفعية ثقيلة وقتل في المواجهات نجل رئيس فرع الاصلاح في مأرب الذي يعد احد الوجاهات المهمة في اشراف مأرب .

تشعر دولة الاصلاح في مأرب انها وسط مأزق كبير اولا انها لم تتمكن من ضبط مطلوبين وانكسرت امام مجاميع قبلية وثانيا ان قياداتها في مأرب تتقاتل فيما بينها وتخسر ضحايا وهذا يشكل ضربة للقيادات الاخوانية داخل القبيلة وسبب ذلك ان الاصلاح يقدم نفسة في مأرب وتعز كذراع الدولة وليس كحزب ومكون.

حواس يكشف أسباب مواجهات مأرب.. وعلاقة النائب الحزمي بالصراع

اشراف مأرب ينشطون في تجارة السلاح ويرتبطون بقيادات عسكرية داخل الشرعية ومع المليشيات الحوثية ويملك الهواشم في مأرب نفوذا كبيرا داخل الجيش والأمن يمكنهم من ابقاء حضورهم مستفيدين من اركان السلالة داخل بنية دولة الإصلاح في مأرب .

هذا التصعيد سبقة خلاف بين البرلماني محمد الحزمي واحد شيوخ الأشراف ملاك الأراضي في مأرب وهذا الخلاف مؤشرا على ان الأراضي ستصبح هي محور الصراع القادم بين القادمين من خارج مأرب وبين اصحاب الإرض وما الأشراف الا فصيل وشرارة الصراع مع العلم ان كثير من الضباط والقادة التابعين لجيش علي محسن والإصلاح بسطوا على مساحات كبيرة في مأرب مملوكة لقبائل مأرب الذين تعاملوا مع الناهبين كنازحين وليسوا مستوطنين.

«شرطة الإخوان» تحاصر منزل قائد اللواء 312 بمدينة مأرب

وينمي هذا الصراع ارتفاع اسعار العقار إلى إرقام جنونية مع فشل السلطات في مأرب في إدارة هذا الملف واعتباره نتيجة طبيعية لنمو وتمدد المدينة .

تواجد الأشراف في مأرب ليس معزولا عن امتدادهم في حريب وبيحان ومرخة في شبوة حيث يشكلون كتلة ذات امكانات مالية وعقارية كبيرة ونفوذ وارتباط بشبكات التهريب ومصالح القادة وهذا مايجعل تحركات خصومهم حذرة في التعامل مع مساحات مفخخة امتداد ثلاث محافظات حيث لهم تواجد ايضا في الجوف .

وقد شكل هذا الإمتداد السلالي في هذه المناطق وغيرها في تعز واب والبيضاء حاضنة مهمة للمشروع الحوثي حيث تتبادل المكونات السلالية الأدوار كلا بحسب موقعة الحغرافي ومنصبة سواء داخل الشرعية او في معاقل المليشيات الحوثية .

مأزق الإصلاح كحزب انه مفخخ بكثير من القيادات المنتمية للسلالة سواء في المناصب العليا او المحلية على مستوى المحافظات وهذا المأزق سيدفع الاصلاح ودولتة في مأرب الى تجنب مواجهة كسر العظم مع الأشراف والبحث عن خيارات بديلة حتى ولو كانت تظهر غير ماتخفي من حقيقة الحلول .