سفاح الأطفال في صنعاء
متفرقات - Wednesday 07 August 2019 الساعة 10:58 am
في الآونة الأخيرة في ظل انعدام الرقابة من وزارة الصحة في صنعاء على العيادات والصيدليات وتركيزها بصفقات الأدوية وتهريبها وطرق النهب، قتل طفلان على يد سفاح يدعي محمد علي لعلع يدعي أنه دكتور، آخرهم قبل ثلاثة أيام، وبالرغم من أن له سابق إجرامية إلا أن القضاء لم يوقفه أو يغلق عيادته.
قبل عام من الآن ذهب الطفل أحمد عبدالرحمن رفقة والده إلى عيادة ابن حيان في حزيز، وبدون إجراء أي فحوصات قام المدعو محمد علي لعلع بتقرير عملية استئصال اللوزتين له، بذلك الوقت ودخل هو وطفل غرفة صغيرة ادعى أنها غرفة العمليات، خدر الطفل قبل العملية ثلاث مرات قضى وقتا طويلا في تلك الغرفة حتى أخرج الطفل جثة هامدة.
بعد هذه الحادثة التي تحمل كل معاني القهر والاستهتار بأرواح الناس حلت المشكلة واختفى ملفها في القضاء التابع للحوثيين، عاد السفاح لفتح عيادته من جديد وقد غفر له الحوثيون جريمته الأولى، استمر في العمل بعيادته لمدة سنتين فقط ليعود لعمل ذات الجريمة وبحضور أم الطفل محمد علي العيوي، كان طفلها يعاني من التهاب باللوزتين فقامت بإسعافه إلى صيدلية حزيز القريبة منها، كشف عليه السفاح وقرر له عملية استئصال اللوزتين وقال لوالدته انه سيقوم بعملها له خلال نصف ساعة.. وبعد الاتفاق على السعر وما إلى ذلك قام بإدخاله غرفة الموت الموجودة في عيادته والتي قتل بها قبل ذلك الطفل أحمد عبدالرحمن.
انتظرت الأم خروج ابنها منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة، وعندما بدأت الأم تشعر بالقلق، كانت تنادي الدكتور لكنه كان يطمئنها في كل مرة أن كل شيء على ما يرام.. أصرت الأم أن تأخذ ابنها لخوفها من الوقت الطويل الذي قضاه في العملية، ولكن وبالرغم من ذلك إلا أن الدكتور رفض واستمر بفعل جريمته، حاولت الدخول لمعرفة ما يتعرض له ولدها إلا انه رفض وظل في مكابرته وادعائه بالدكترة حتى قتل الطفل، ووالدته ما زالت تنتظر وبكل حرقة خروج ولدها، حتى أخرجه السفاح جثة هامدة أيضاً.
هذه الجريمة تدمي القلوب وتجعلك مدركاً إلى أي حد من الاستهتار وصل الطب في صنعاء، وكم يواجهون من مآسٍ ومعاناة من الطب والعلاج في صنعاء، كل المستشفيات ترفضهم لأنها ممتلئة بجرحى الحوثيين، والعيادات تفتتح دون رقابة أو متابعة، وبحسب مصادر في وزارة الصحة أكدت أن المنتحلين لمهنة الطب أصبحوا كثيرين للغاية وتصلهم الكثير من هذه القصص المشابهة في صنعاء ومن العديد من المحافظات، وأن الوزارة تمنح الكثير من التصريحات لفتح العيادات مقابل مبلغ مادي زهيد والقليل من الشهائد، فأصبح انتحال مهنة الطب أسهل ما يمكن الآن.
عندما يكون وزير الصحة في صنعاء يوجه كل اهتمامه وعمله في الجانب العسكري وهمه الأكبر إرضاء السيد وشغله الشاغل التنسيق لصفقات تهريب الأدوية والنهب وينسى أن هناك أمانة مرمية على عاتقه وأرواح ناس تزهق دون أدنى اهتمام، فهذه هي العواقب التي يتحملها الشعب ويتجرع مرارتها كل يوم في ظل حكم الحوثيين.
بهذه الحادثة هناك ما نطالب به، ولكن ليس هناك من نسائله ونطالبه، ليس هناك رقابة، ليس هناك دولة أو حتى جهة معنية يهمها هذا الأمر، فلو كانت هذه القضايا وأرواح الناس تحظى باهتمام لما تكرر الأمر مرتين وفي ذات المكان، ولكن بكل الأحوال نطالب بإعدامه ليكون عبرة.
اتخيل شعور الأم وهي تنتظر بكل خوف خروج ابنها وصدمتها عندما عرفت بخبر موته وما تشعر به الآن من تأنيب لنفسها، وأشعر بالخجل أن هذا يحدث في صنعاء.