مصادر أميركية: واشنطن تتمسك بالتهدئة في اليمن والحوثيون يصعِّدون
السياسية - Monday 16 March 2020 الساعة 09:55 pm
كشفت مصادر في الحكومة الأميركية وتقديرات الموظفين فيها من أمنيين ودبلوماسيين، أن إيران دأبت منذ شهرين على الرد على قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، عبر تسليح الميليشيات التابعة لها، وحثها على تخريب أي عملية سياسية، خصوصاً في اليمن من قبل ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن.
ونقلت قناة العربية عن تلك المصادر قولها "إن ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي تتلقى منها ومن ميليشيات حزب الله السلاح والتدريب، سعت إلى تصعيد عملياتها بشكل واضح، وهو ما يهدد الآن بمأساة إضافية في محافظة مأرب".
تهديد الملاحة
وبشأن محاولة ضرب ناقلة نفط في بحر العرب منذ أسبوعين، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ"العربية": "إن استعمال القوارب المتفجرة والألغام وأي سلاح آخر في المياه الدولية هو تهديد مباشر للملاحة ولا يجب التسامح معه".
وكان الناطق باسم قوات التحالف العربي أعلن عن "إحباط وإفشال عمل إرهابي وشيك كان يستهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب" في الثالث من شهر مارس الجاري، فيما وجهت الحكومة اليمنية أصابع الاتهام إلى الحوثيين بمحاولة شن الهجوم بدعم مباشر من إيران.
وبحسب المصادر الاميركية فإن ما يتحكم بتصرفات الأميركيين منذ حين قناعتهم أن الحوثيين يتلقون السلاح والتدريب من إيران، لكنهم مقتنعون أيضاً أن الحوثيين هم أكثر من جناح واحد، وأنهم غير متوافقين فيما بينهم ويجب متابعة العمل بجدٍّ للتوصل إلى تفاهم معهم.
ولفتت إلى أن الحكومة الأميركية تحرص وما زالت على إرساء التهدئة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وسط قلق من تصاعد العنف في اليمن.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن الأميركيين "قلقون من أحداث الفترة الأخيرة في الجوف وما يمكن أن يحصل من عنف في مأرب".
وأضاف إن "أي عودة للتصعيد سيعاني منها المدنيون".
ودعا المسؤول الأميركي في حديثه لـ"العربية"، "كل الأطراف للعمل من جديد على خفض التصعيد والعودة إلى العملية السياسية".
ووفقا لتلك المصادر يعمل الأميركيون مع الأمم المتحدة، خصوصاً المبعوث الأممي مارتن غريفيث، حاليا من اجل تفادي أي تصعيد محتمل، وما زال الطرفان يبحثان عن وسيلة للتوصل إلى صيغة للتهدئة والعودة إلى العملية السياسية.
وأجمعت المصادر الأميركية أن "مسار ستوكهولم" قد تخطاه الوقت والأحداث ويجب البحث عن بدائل له.
وتسعى الدبلوماسية الأميركية للوصول إلى هذين الهدفين، التهدئة والعودة إلى العملية السياسية وإنجاز خطوات "بناء ثقة"، مع إدراك الأميركيين في الوقت ذاته أنه من الصعب بشكل عام إحراز تقدم في اليمن.
واستدرك المسؤول بوزارة الخارجية الاميركية قائلا إن الأميركيين "يتابعون دعم الجهود السعودية في التوسط بين الأطراف اليمنية".
وأضاف، "من الضروري أن يطبقوا اتفاق الرياض وأن يظهروا للشعب اليمني أن قادتهم ملتزمون بتقديم التنازلات السياسية المطلوبة للوصول إلى حل ينهي الصراع".
وكانت وزارة الخارجية السعودية أكدت في بيان لها قبل أيام ضرورة أن تعمل الأطراف "على حل الخلافات والتحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق الرياض بعيداً عن المهاترات الإعلامية، التي لا تخدم المصلحة وتزيد الفجوة بين الأشقاء، ولا تهيئ الأجواء الملائمة للمضي في تنفيذه".
بالإضافة إلى ذلك، يحرص الأميركيون على دعوة الحكومة اليمنية إلى العمل من أراضيها، وأن يدخل الأطراف في حوار جاد للوصول إلى حلّ نهائي وتفادي العنف.
ورجحت المصادر الأميركية بأن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في موقف الولايات المتحدة مما يحدث في اليمن، متوقعة أن التصعيد الإيراني - الحوثي مرشح للعودة رغم نداءات ومساعي المبعوث الدولي.