فضائح مستمرة لجيش ”علي محسن الأحمر”

تقارير - Sunday 31 May 2020 الساعة 09:24 pm
عدن، نيوزيمن، معتز الشوافي:

تستمر الفضائح بتتبع عورة الجيش الذي بناه علي محسن الأحمر في مأرب ليكون جيشاً خاصاً بجماعة الإخوان المسلمين، والتي عملت جاهدة للسيطرة والاستحواذ الكامل على المؤسسة العسكرية والأمنية وتسخيرها لخدمة الجماعة.

آخر هذه الفضائح تتمثل بالفضيحة التي كشف عنها الخبير العسكري العميد حسين العمري، والذي كشف بأن مسلحي المقاومة في جبهة قانية الواقعة على حدود البيضاء ومأرب نجحوا في أسر أحد مسلحي جماعة الحوثي الانقلابية، ليكتشفوا أنه يحمل رقماً عسكرياً ضمن قوام قوات الجيش الوطني.

وأشار العميد العمري أن ميليشيا الحوثي الانقلابية شنت فجر الجمعة الماضية هجوما على جبهة قانية، وأن كتيبة النصر التابعة لمقاومة ذي ناعم بقيادة العقيد محمد مطلوب العمري أفشلت الهجوم الحوثي الذي حاول الالتفاف على مواقع الخدار، ونجحت في أسر أحد عناصر المجموعة الحوثية التي نفذت الهجوم.

العميد العمري أضاف، إن أسر المقاتل الحوثي جاء بعد إصابته بطلقتين ناريتين، وتم أخذ سلاحه وبطائقه، وبعد التحري تبين أنه أحد منتسبي لواء المجد التابع لمحور ذمار.

وجاءت هذه الفضيحة بعد أيام قليلة من فضيحة مشابهة يقف وراءها جيش علي محسن، حيث تم استهداف موكب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز بصاروخ حوثي لمعسكر صحن الجن في محافظة مأرب بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الموالي للإخوان محمد علي المقدشي.

دقة استهداف الصاروخ الحوثي لموكب رئيس هيئة الأركان والذي نجا منه بأعجوبة وأسفر عن مقتل نجله النقيب فهد صغير وابن أخته وعدد من مرافقيه، يؤكد أن معلومات دقيقة من داخل المعسكر حصل عليها الحوثيون الذين أطلقوا الصاروخ لاستهداف الموكب ما تسبب بإصابته بدقة متناهية.

هذه الفضائح تؤكد أن ميليشيا الحوثي الانقلابية نجحت باكرا في اختراق جيش علي محسن والذي تم بناء ألويته وتشكيلاته العسكرية وفقا لمبدأ الولاء الحزبي والقبلي، وهذا الاختراق أكدته فضيحة انشقاق قيادي كبير في محور البيضاء قبل أيام وانضمامه للحوثيين.

فقد كشف ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورا للقيادي الحوثي محمد البخيتي وهو يستقبل في صنعاء المدير المالي لمحور البيضاء التابع للشرعية المدعو علي الصبري مع عدد من مرافقيه.

وذكرت بعض المصادر أن الصبري قام بنهب أكثر من خمسين مليون ريال من عهدته ولاذ بالفرار من جبهة قانية -الواقعة بين محافظتي البيضاء ومأرب- على متن احد الأطقم العسكرية التابعة للجبهة متوجها إلى صنعاء ومعلنا انضمامه للانقلابيين الحوثيين.

المصادر أكدت أن الصبري، الذي يشغل بالأصل منصب مدير مكتب قائد محور البيضاء الموالي لحزب الإصلاح عبدالرب الأصبحي، تم تعيينه من قبل قائد المحور مسؤولا ماليا للمحور، وقام باختلاس ملايين الريالات من مخصصات جبهة قانية بعد تسلمه للمخصصات المالية الخاصة بالجبهة.

وتأتي هذه الفضائح التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية في إطار الفضائح المتتالية للجيش الذي بناه الإخوان في مأرب بقيادة علي محسن الأحمر، وهو جيش وصفه وزير الدفاع محمد علي المقدشي في وقت سابق بأنه يحتوي على 70% من الأسماء الوهمية.

الناشط خالد المرادي قال لــ(نيوزيمن)، إن "فضائح الجيش الذي بناه حزب الإصلاح في مارب يؤكد على هشاشة الأساس الذي تم البناء عليه، حيث عمل حزب الإصلاح مبكرا على الاستحواذ على الجيش وتسخيره لمصلحة التنظيم الدولي، من خلال التركيز في بناء الجيش على معايير الولاء الحزبي والقبلي والمناطقي بعيدا عن المعايير العسكرية المتعارف عليها، وضربا لوطنية الجيش التي باتت مفقودة ومغيبة”.

وأضاف المرادي، إن "الفضائح والانشقاقات في صفوف الجيش المتواجد في مأرب وانضمام القيادات المنشقة إلى صفوف الانقلابيين، وتزايد هذه الانشقاقات تأتي متزامنة مع ظهور التفاهمات بين جماعة الحوثي وجماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح إلى العلن، وهي اتفاقيات وتفاهمات جاءت كانعكاس للتفاهمات بين إيران من جهة وتركيا وقطر من جهة أخرى، وتهدف في مجملها إلى استهداف الشرعية في اليمن وإفشال دور التحالف العربي”.

يشار إلى أن هذه الفضائح تأتي بعد فضائح ميدانية تمثلت بتسليم حزب الإصلاح لعدد من الجبهات التي تحت سيطرته للانقلابيين الحوثيين في إطار اتفاقيات وتفاهمات بين الجانبين كشف عنها القيادي الحوثي محمد البخيتي، وأبرز الجبهات التي تم تسليمها هي جبهات نهم والجوف.