أحمد عكيش.. صياد تهامي أراد تأمين العيش لأسرته فخطف لغم حوثي حياته
المخا تهامة - Saturday 22 August 2020 الساعة 09:30 am
التحيتا، نيوزيمن:
لم يكن يعلم الصياد أحمد سعيد عكيش، حين ترك أطفاله وزوجته، أن نهايته ستكون في حادثة انفجار لغم من مخلفات عدو الإنسانية والحياة مليشيات الحوثي الإرهابية.
عكيش من أبناء منطقة الحيمة التابعة لمديرية التُّحيتا جنوب محافظة الحديدة، وأبٌ لثلاثة أطفال، اتخذ مهنة الصيد وسيلة لطلب الرزق وإعالة أسرته، ويقتات منها، ومنها يلبي متطلبات زوجته وأطفاله، مع أنها كانت مهنة تنعدم فيها احتمالات النجاة؛ نتيجة لمخاطر البحر.
كعادته خرج أحمد قبل عام ونيف يكابد حرارة الشمس، حاملاً شبكة صيد الأسماك، قاصداً البحر في رحلة جديدة يصارع فيها الأمواج حتى وصل إلى شاطئ البحر في الحيمة، تاركاً خلفه زوجته وأطفاله في انتظاره ليعود إليهم بالزاد الذي كان يجلبه لهم كل يوم، لكن عكيش تركهم للأبد دون إرادة منه، فقد كان هناك واحد من آلاف الألغام الحوثية المزروعة في البحر يترصد خطواته، حتى وقعت إحداها على اللغم الغادر.
مزِّق الانفجار جسده وأزهق روحه وشرّد زوجته، فيما يذيق اثنتين من بناته وطفلا ثالثا مرارة اليُتم، وفقدت الأسرة كامل دخلها برحيل رب الأسرة وقضى على كل أحلامها.
يقول سعيد عكيش، والد أحمد، خرج ابني يبحث عن قوت أولاده ويطلب الرزق من الله على ساحل البحر، ولكن ألغام مليشيات الحوثي أخذته، لقد زرعها الحوثيون بكثرة في الساحل الغربي.
يضيف سعيد متسائلاً، نحن صيادون فما ذنبنا نحن حتى تتقطع أجساد أبنائنا وأصاحبنا وجيراننا والناس كلهم ماتوا بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها عناصر الحوثي، وعلى التعجب نفسه والتساؤل عن ذنبهم الذي يدفع الحوثي بمعاقبتهم بالألغام.
يواصل سعيد حديثه بحرقة، نحن مواطنون نمشي في سبيل حالنا، نسعى لكسب قوت يومنا بمهنة الصيد في البحر، وليس لدينا مزارع أو مصادر دخل أخرى.
ويزيد بحسرة على واقع أحفاده الذين يعيشون معه في منزله المتواضع بعد مقتل ولده، الآن أصبحوا أيتامًا دون أب ووالدتهم مريضة منذ استشهاد زوجها.
يعيش سكان الحديدة مأساة الألغام الحوثية، بين عائلات حُرمت سندها، وطفولة مبتورة، وريعان شباب مدمَّر، ومظاهر الحياة انتهت، وأصبح خطر الألغام يكبس على أنفاس كل المدنيين، سواء أكانوا أطفالاً يلعبون بجوار منازلهم، أم عمالاً يبحثون عن أرزاقهم، أو فلاحين يحرثون مزارعهم أو حتى صيادين يسعون وراء لقمة العيش في البحر.
